حديث: إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لَا يُخْبِرُنَا بِهِ
الشيخ طارق عاطف حجازي
عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لَا يُخْبِرُنَا بِهِ. قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ مِمَّا إِذَا صَلَّيْتَ هَمَسْتَ شَيْئًا لَا نَفْهَمُهُ؟ قَالَ: «أَفَطِنْتُمْ بِي؟»، قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: «ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَعْطَى جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: مِنْ يُكَافِئُ هَؤُلاءِ؟! قَالَ: قِيلَ لَهُ: اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعُ، أَوِ الْمَوْتُ؟ قَالَ: فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَى قَوْمِهِ. قَالَ: فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ فَاخْتَرْ لَنَا! فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَكَانُوا مِمَّا إِذَا فَزِعُوا، فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِمَّا أَنْ تُسَلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ. قَالَ: فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا فِي ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. قَالَ: فَهَمْسِي الَّذِي تَسْمَعُونَ أَنِّي أَقُولُ: اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ».
تخريج الحديث:
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (4/ 333)، (6/ 16)، وابن أبي شيبة (10/ 319، 320)، وفي «مسنده» (480)، والحربي في «الغريب» (3/ 1108)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (288)، والبزار (2089)، والمروزي في «الصلاة» (209)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (614)، وفي «الكبرى» (8633، 10450)، وابن حبان (1975)، والإسماعيلي في «معجمه» (1/ 437، 438)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (9/ 153)، وفي «الشعب» (2914)، والضياء في «المختارة» (8/ برقم 51 - 53)، وعبد الغني المقدسي في «أخبار الصلاة» (12)، والسراج في «مسنده» (874)، والإشبيلي في «الأحكام الكبرى» (3/ 574)، والدارمي (2441)، وغيرهم. من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن عن صهيب مرفوعًا به.
قلت: رواه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي، وعفان بن مسلم الصفار، وهدبة بن خالد القيسي، وأبو داود الطيالسي، وبهز بن أسد العمي، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وسعيد ابن سليمان الواسطي - عن سليمان بن المغيرة هكذا.
ورواه محمد بن الحسن العجلي عن سليمان بن المغيرة: أخرجه العقيلي في «الضعفاء الكبير» (4/ 55).
ورواه علي بن عبد الحميد المَعْني عن سليمان بن المغيرة، فلم يذكر صهيبًا. أخرجه العقيلي (4/ 55).
قلت: والأول أصح.
وأما حديث الأعمش فأخرجه ابن أبي شيبة في «المسند» (480) عن أبي أسامة حماد ابن أسامة الكوفي، ثنا الأعمش عن ثابت عن عبد الرحمن عن صهيب قال... فذكر نحو حديث سليمان بن المغيرة.
وأخرجه الضياء في «المختارة» (8/ برقم 54) عن حماد به.
وأخرجه عبد الرزاق (9751)، وفي «تفسيره» (3/ 362، 364) عن معمر بن راشد عن ثابت البُناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال... فذكره.
وأخرجه الترمذي (3340)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (289)، والبزار (2091)، والطبراني (7319)، والضياء (8/ برقم 52) من طرق عن عبد الرزاق به.
قال الترمذي: حسن غريب.
وقال ابن كثير في «تفسيره» (4/ 494): وهذا السياق ليس فيه صراحة أن سياق هذه القصة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي: فيحتمل أن يكون من كلام صهيب الرومي فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى. والله أعلم.
قلت: كذا قالا، وقد قال البزار بعد تخريجه: وهذا الكلام لا نعلم يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا صهيبًا، ولا نعلم رواه إلا ثابتًا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب، وقال ابن أبي عاصم: رواه معمر مرفوعًا.
قلت: وأما معمر فقال ابن معين: معمر عن ثابت ضعيف.
وقال أيضًا: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام. «شرح علل الترمذي» (279) لابن رجب.
وانظر: كتابي «الجامع العام في الأدعية والأذكار» ط دار نور الإسلام، ودار الفلاح. و«الصحيحة» (1061، 2459، 3466) والله أعلم.
المواضيع المتشابهه:
تخريج حديث: «آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة»
تخريج حديث: «آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة».
تخريج حديث مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ
تخريج حديث: «آخِرُ الطِّبِّ الكَيُّ»
تخريج حديث: الطهور شطر الإيمان
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|