أول معلمه في الأسلام

صحابية جليلة وأعقل وأفضل نساء عصرها.. أسلمت بمكة المكرمة قبل الهجرة، وهي من الأوائل اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجرن من مكة إلى يثرب مع زوجها أبى خثمة بن عامر القرشي العدوي..

كانت الشفاء من القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة في الجاهلية، وكانت تمتاز بعقل راجح وعلم نافع.. وتجيد الرقية في الجاهلية، فلما أسلمت قالت: لا أرقي حتى أستأذن رسول الله، فحضرت إليه وقالت: يا رسول الله كنت أرقي برقي الجاهلية وأردت أن أعرضها عليك، فقال: اعرضيها. قالت: فعرضتها عليه وكانت ترقي من النَمِلة (نوع من التقرحات تصيب الجلد) فقال عليه الصلاة والسلام: ارقي بها وعلميها حفصة: باسم الله، اللهم اكشف البأس رب الناس، وكانت (رضي الله عنها) تخرج مع الرسول الكريم في غزواته فتداوي الجرحى وتعتني بهم، وكان الصحابة (رجالاً ونساءً) يأتونها في بيتها للتطبيب والتداوي..

كما علمت (رضي الله عنها) نساء المسلمين القراءة والكتابة، فكانت دارها أول مدرسة بالمدينة المنورة، وكانت الشفاء أول معلمة في الإسلام.

روت (رضي الله عنها) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وروى عنها ابنها سليمان بن أبي خثمة وآخرون من أحفادها، وروى لها البخاري في كتاب الأدب وكتاب أفعال العباد، كما روى لها أبو داود والنسائي.

كان الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يجلّها ويقدرها ويأخذ برأيها ومشورتها.

توفيت رضي الله عنها وأرضاها زمن الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) سنة عشرين للهجرة.