ضم الكاتب في هذه الرسالة آراء الإمام ابن القيم - رحمه الله - حول الإعاقة والمعاقين، في مجموع مؤلفاته المطبوعة، وقد وضع الكاتب هذه الرسالة ليبين أن العلماء المسلمين، وبخاصة علماء الشريعة قد سبقوا علماء الغرب في معالجة القضايا التي تعني المعاق، ومنها الجوانب النفسية، حيث لم تغفل مقاصد الشريعة حقوق المعاق في المجتمع المسلم، وقد نبه الكاتب على أهمية هذا الموضوع وذلك لزيادة فئة المعاقين داخل المجتمعات وزيادة الاهتمام بهذه الفئة من قبل المختصين وأفراد المجتمع الآخرين.
ويرى الكاتب أن ابن القيم من أفضل العلماء الموسوعيين الذين ناقشوا مثل هذه القضايا بعمق وتبحر، مستدلًا بواسع علمه على عمق اهتمام الإسلام بالمعاقين وأصحاب النقص في المجتمع، إلى جانب أن "المطلع على كتب ابن القيم يلحظ أنه ناقش قضايا تربوية ونفسية ربما لازالت مثار جدل إلى اليوم".
يقول ابن القيم تحت عنوان: " قد تكون البلية عين النعمة":-
"إذا ابتلى الله عبده بشيء من أنواع البلايا والمحن؛ فإن رده ذلك الابتلاء والمحن إلى ربه، وجمعه عليه، وطرحه ببابه؛ فهو علامة سعادته وإرادة الخير به، والشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت، فتقلع عنه حين تقلع وقد عوض منها أجل عوض وأفضله، وهو رجوعه إلى الله بعد أن كان شاردًا عنه، وإقباله عليه بعد أن كان نائيًا عنه، وانطراحه على بابه بعد أن كان مُعْرِضًا، وللوقوف على أبواب غيره متعرضًا، وكانت البلية في حق هذا عين النعمة، وإن ساءته وكرهها طبعه ونفرت منها نفسه؛ فربما كان مكروه النفوس إلى محبوبها سببًا ما مثله سبب".