المناسبة:
هذا عَودٌ على بدءٍ لتعظيمِ القرآن وتمجيدِه، كما هو الملاحظ في السور المبدوءة بالفواتح المفرقة؛ إذ تبدأُ بعد الحرف بتعظيم القرآن وتمجيده، ثم تذكرُ اختلافَ الناس عليه، ثم ما تؤولُ إليه حالُ الفريقين، ثم يعودُ إلى تمجيده وتعظيمه؛ ليكونَ مسك الختام.
التراكيب:
مرجع الضمير في (عليه) للقرآن، وقيل: على تبليغ الوحي، والظاهر الأول، وقوله: (من أجر) من: حرف جر صلة، جيء به لاستغراق النفي، و(أجر) هو المفعول الثاني لـ(سأل)، وهو منصوب بفتحةٍ مقدرةٍ منَع مِن ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر، وقوله: (للعالمين) جمع عالم، وهو ما سِوى الله عز وجل، فهو بعمومه يشمل جميع المخلوقات التي نصبت علامة ودلالة على الخالق عز وجل، لكن لَمَّا كان المراد بالذكر الموعظة والتخويف وتذكير العواقب؛ كان خاصًّا بالمكلَّفين، وهما الثقلان خاصة.
وقوله: (ولتعلمُنَّ نبأه بعد حين) اللام موطئة للقسم، و(علم) بمعنى (عرف)، فهو متعدٍّ لمفعول واحد، وهو (نبَأه)، وقيل: إن علم على بابه، فهو متعدٍّ لمفعولين الأول: (نبأه)، والثاني: هو قوله: (بعد حين).
ما ترشد إليه الآيات:
1- لفتُ نظرِ الكفارِ لصدقِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.
2- أنه لا يُطلبُ أيُّ أجر على تبليغ القرآن.
3- أن سِيمَاءَ التصنُّع غيرُ معهودة فيه.
4- هذا القرآنُ لتذكير الإنس والجن.
5- الوعدُ بنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
6- وعيدُ قريشٍ وتهديدهم.
7- أن اللهَ متمٌّ نورَه.