(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩

الملاحظات

۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ َيهتم بالقُرآن والتفسِير والقرَاءات ، والدرَاسات الحدِيثية ، ويَهتم بالأحادِيث والآثار وتخرِيجها .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-10-2021
رُّوحي بروحهُ غير متواجد حالياً
    Female
 
 عضويتي » 1506
 اشراقتي ♡ » Apr 2020
 كُـنتَ هُـنا » 05-17-2023 (03:07 PM)
آبدآعاتي » 544,151
 تقييمآتي » 211879
 حاليآ في » وسط قلبه
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » 25سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي تفسير قوله تعالى: {وإذ استسقى موسى لقومه...}



قوله تعالى: ﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا
قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [البقرة: 60].
وقال في سورة الأعراف: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ
مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا
مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 160].
وهذه نعمة من الله عظيمة، يُذكِّر الله بها بني إسرائيل، وهي استسقاء موسى لهم لريِّهم من العطش، واستجابته
عز وجل له، وأمره له بأن يضرب بعصاه الحجرَ، وانفجار اثنتي عشرة عينًا على عدد أسباط بني إسرائيل.

قوله: ﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ ﴾؛ أي: واذكروا حين استسقى موسى لقومه بني إسرائيل؛ أي: طلب من ربِّه
أن يسقيهم ماءً يشربون منه، مما ينزل من السماء أو مما يخرج من الأرض، وذلك حينما كانوا في التِّيهِ، كما استسقى نبيُّنا
محمد صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على المنبر، لما قال له رجل: "يا رسول الله، هلك الكراعُ، وهلك الشاء، فادعُ الله أن يسقينا"[1].
﴿ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ﴾؛ أي: فقلنا إجابة لموسى: ﴿اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ﴾ والمراد بـ "العصا"
عصا موسى المعروفة التي قال الله عنها: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي
وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ﴾ [طه: 17 - 21].
و "أل" في "الحجر" للجنس؛ أي: اضرب أيَّ حجر شئت.
وقيل: "أل" للعهد، والمراد بذلك حجر معيَّن، والصحيح الأول، وهو أبلغ وأدل على عظيم قدرة الله تعالى.

﴿ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾، وفي آية الأعراف: ﴿ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ ﴾ [الأعراف: 160]، الفاء للسببية، أي:
فضرب موسى الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، والانفجار: الانفتاح والانشقاق، والانبجاس: أول الانفجار.
أي: انفتحت وانشقت من هذا الحجرِ اثنتا عشرة عينًا عدد أسباط وقبائل بني إسرائيل، فكان لكل
سِبطٍ وقبيلةٍ منهم عينٌ من هذه العيون؛ ولهذا قال: ﴿ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ﴾.
وقد جعل الله عز وجل في هذه العصا أربع آيات عظيمة، ومعجزات خارقة؛ تأييدًا لنبيِّه موسى عليه السلام:
الأولى: ضرب البحر بها وانفلاقه فِرقينِ، كما قال تعالى: ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ
الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 63].
الثانية: ضرب الحجر بها ونبع الماء منه، كما في قوله تعالى: ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ﴾ [البقرة: 60]
وقوله في سورة الأعراف: ﴿ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ﴾ [الأعراف: 160].
الثالثة: يلقيها فتكون حيَّةً تسعى، ويأخذها فتعود عصا، كما قال تعالى: ﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ﴾ [الأعراف: 107
والشعراء: 32]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ﴾ [طه: 17 - 21].
الرابعة: تلقفها إفكَ السحَرة وكذبهم، كما قال تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴾ [الأعراف: 117]
وقال تعالى: ﴿ فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴾ [الشعراء: 45]، وقال تعالى: ﴿ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ
مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 69].

﴿ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ﴾؛ أي: قد علم كلُّ أناس منهم؛ أي: قد علم كل سبطٍ من أسباط بني إسرائيل
مَشربَهم؛ أي: مكانه وزمانه وقدره؛ حتى لا يزاحم بعضهم بعضًا، وربما تعادَوا، وتقاتَلوا من أجل ذلك.
وفي هذا دلالة على عظيم قدرة الله تعالى وكرمه، وآية من الآيات التي أيَّد بها نبيَّه موسى عليه الصلاة السلام
ونعمة عظيمة على بني إسرائيل، وتكرمة لهم في سقيهم وريهم من العطش.
وفي طيِّ هذه النعمة نعمٌ أخرى، منها كون السقي في مَظِنَّة عدم تحصيله، ومنها كونه بلا كدٍّ منهم ولا تعب
ولا مشقة، ومنها كون العيون اثنتي عشرة عينًا، لكل سبط منهم مشرب فلا يتضايقون ولا يتزاحمون.
﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ ﴾؛ أي: وقيل لهم: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ ﴾، والأمر للإباحة والامتنان
وقد جمع بين الأمر بالأكل والشرب؛ لأنه سبق ذكر الامتنان عليهم بإنزال المَنِّ والسلوى.
﴿ مِنْ رِزْقِ اللَّهِ ﴾؛ أي: من عطاء الله الذي أنزله وأخرجه لكم من مأكل ومشرب، بلا كدٍّ ولا تعب.
﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾: معطوف على ما قبله؛ أي: ولا تطغوا وتسعوا في الأرض حال كونكم مفسدين
فيها بالمعاصي، فتُسلَبوا هذه النعمة؛ لأن المعاصي سبب لفساد البلاد والبرِّ والبحر، كما قال تعالى:
﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].
و"العثا" و"العثو": أشد الفساد، والإفساد.
فامتنَّ عليهم أولًا بالأمر بالأكل والشرب من رزق الله، ثم نهاهم عن الإفساد في الأرض؛ لئلا يُسلَب منهم، وذلك
أن النعمة قد تُطغي الإنسانَ، كما قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7].

[1] أخرجه البخاري في الجمعة (932)، ومسلم في الاستسقاء (895)، وأبو داود في الصلاة (1174)
والنسائي في الاستسقاء (1504)، من حديث أنس رضي الله عنه.
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم.



 توقيع : رُّوحي بروحهُ

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
موسى, لقومه...}, استسقى, تعالى:, تفسير, {وإذ, قومه

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة... Şøķåŕą ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 30 04-12-2025 04:29 PM
تفسير قوله تعالى: {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة...} Şøķåŕą ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 30 04-12-2025 04:09 PM
تفسير قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد...} Şøķåŕą ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 30 04-12-2025 03:19 PM
تفسير قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة...} - سمَـا. ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 28 11-17-2024 04:16 AM
تفسير قوله تعالى: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون} - سمَـا. ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 25 11-17-2024 04:14 AM


الساعة الآن 08:53 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع