يقول ابن القيم رحمة الله تعالى

يَقُولُ إِبْنُ ٱلقَيِّم - رَحِمَهُ ٱللَّهُ -
" يَقُولُ جَلَّ وَعَلَا : ﴿ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
فَأمر ٱلْمُجَاهدين فِيهَا بِخَمْسَة أَشْيَاء مَا اجْتمعتْ فِي فِئَة قطّ إِلَّا نُصرَت وَإِن قَلَّت وَكثُر عَدوهَا،
• أَحدُهَا : الثَّبَات.
• ٱلثَّانِي : كَثْرَة ذكره سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
• ٱلثَّالِث : طَاعَته وَطَاعَة رَسُوله.
• ٱلرَّابِع : اتِّفَاق ٱلْكَلِمَة وَعَدمُ ٱلتَّنَازُعِ الَّذِي يُوجبُ ٱلفَشلَ وٱلوَهنَ وَهُوَ جُند يُقَوِّي بِهِ ٱلمُتنَازِعُونَ عَدُوَّهُم عَلَيْهِم فَإِنَّهُم فِي اجْتِمَاعِهم كَالْحُزْمَةٍ مِنَ ٱلسِّهَام لَا يَسْتَطِيع أحدٌ كَسرهَا فَإِذَا فَرقهَا وَصَارَ كُلٌّ مِنْهُم وَحدهُ كَسرهَا كُلهَا!
• ٱلْخَامِس : ملاك ذَلِك كُله وقَوامهُ وَأسُاسُهُ وَهُوَ ٱلصَّبْر
فَهَذِهِ خَمْسَة أَشْيَاء تبتنى عَلَيْهَا قبَّة ٱلنَّصْر وَمَتى زَالَت أَو بَعْضهَا زَالَ من ٱلنَّصْر بِحَسب مَا نَقصَ مِنْهَا وَإِذا اجْتمعَتْ قُوَى بَعْضهَا بَعْضًا وَصَارَ لَهَا أثرً عَظِيمً فِي ٱلنَّصْر وَلما اجْتمعَت فِي ٱلصَّحَابَة لم تُقم لَهُم أُمَّة منْ ٱلْأُمَم وَفَتحُوا ٱلدُّنْيَا وَدانَت لَهُم ٱلْعبَادُ وَٱلْبِلَادُ وَلمَا تَفَرَّقَت فِيمَنْ بَعدهمْ وَضَعفَت آل ٱلْأَمر إِلَى مَا آل ..!!
" وَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ "