أصلحوا أنفسكم
أصلحوا أنفسكم
ربنا جل في علاه لما بعث نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كان ربنا سبحانه وتعالى قادرًا أن يبعث معه ملائكة يُلزِمُون الناسَ بالإيمان بالله جل وعلا. ولما كان أمية بن خلف يرفع السوط على بلال كان ربنا جل وعلا قادرًا كما أنه قادر اليوم على أن يشل تلك اليد التي تعذب بلالاً، ألم يكن ربنا جل وعلا رحيمًا بسُمية لما طعنها أبو جهل، ألم يكن رحيمًا بزوجها ياسر، ألم يكن ربنا جل وعلا يسمع دعاءهم ويرى دموعهم تجري على خدودهم، ويسمع أناتهم ويرى النبي عليه الصلاة والسلام يمر بهم وهو يصبّرهم، والله ربنا جل قادر سبحانه وتعالى على أن يأمر السماء فتمطر أو يأمر الأرض فتنشق بمن شاء من أولئك الكافرين..
ومع ذلك يقول الله جل وعلا لنبينا صلى الله عليه وسلم في تلك الأحوال، ويقول لأبطال الصحابة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وحمزة وغيرهم من الصحابة الكرام الذين تتشوق نفوسهم إلى القتال إلى إنقاذ بلال بالقوة والعتاد والجهاد وإن إنقاذ خباب وغيرهم..
يقول الله جل وعلا عنهم: (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) أصلحوا أنفسكم، أصلحوا علاقتكم بربكم، مكّنوا الإيمان في قلوبكم، فإذا تمكن الإيمان في القلب فأصبح جبلاً راسيًا لا يزعزعه أمر ببذل النفس، ولا يزعزعه أمر ببذل المال، ولا يزعزعه أمر بفراق الزوج أو الولد، ولا يزعزعه أمر بأن يصلي أو يتعبد وإن شق ذلك على نفسه..
إذا ثبت الإيمان في القلب عندها بعد ذلك تأتي الأوامر ويأتي النصر من رب العالمين، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ).
(كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) يعني أصلحوا ما بينكم وبين ربكم، وعالجوا قلوبكم حتى تتحمل بعد ذلك قيادة الأمة
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|