تفسير سورة النحل للناشئين (الآيات 27 - 54)

تفسير سورة النحل للناشئين

(الآيات 27 - 54)

معاني مفردات الآيات الكريمة من (27) إلى (34) من سورة «النحل»:
﴿ يخزيهم ﴾: يذلَّهم ويهينهم بالعذاب.
﴿ تُشاقُّون فيهم ﴾: تُخاصمون وتُعادُون الأنبياء فيهم.
﴿ الخزي ﴾: الذل والهوان.
﴿ السوء ﴾: العذاب.
﴿ فألقوا السلم ﴾: فأظهروا الاستسلام والخضوع.
﴿ مثوى المتكبرين ﴾: مأواهم ومقامهم ومنزلهم.
﴿ طيبين ﴾: طاهرين من دنس الشرك والمعاصي.
﴿ حاق بهم ﴾: نزل بهم العذاب جزاء كفرهم، أو أحاط بهم.

مضمون الآيات الكريمة من (27) إلى (34) من سورة «النحل»:

يحاسب الله عباده يوم القيامة حسابًا عادلاً، مترتبًا على ما قدَّموا من أعمال في حياتهم، فيجازي المعاندين الذين كفروا بالله، وأنكروا نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم كما أنكروا أن يكون القرآن من عند الله، وأنكروا كذلك يوم القيامة، وما فيه من حساب وثواب وعقاب، هؤلاء لهم عقاب شديد، مع الذل والهوان، ويدخلون جهنم وبئس المصير، أما الصالحون الذين آمنوا بالله، وأقرُّوا له بالوحدانية واتقوا الله حقَّ تقاته، وآمنوا بالقرآن الكريم، وبمحمد صلى الله عليه وسلم، وتحملوا في سبيل ذلك العذاب الشديد، والمشقة القاسية، هؤلاء لهم الجزاء الطيب في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويدخلون الجنة ينعمون فيها جزاء ما عملوا من خير.


دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (27) إلى (34) من سورة «النحل»:
1 - ثبوت عذاب القبر، ومجيء الملائكة عند الاحتضار (ساعة خروج الروح)؛ لقبض الأرواح، توبخ المشركين، والظالمين المتكبرين عن آيات الله واتباع رسله، وتنذرهم بالعذاب، وتسلم على المؤمنين الذين أحسنوا العمل، وتبشرهم بالجنة والنعيم.
2 - دار الآخرة خير من الحياة الدنيا، والجزاء فيها أتم من الجزاء في الدنيا.



معاني مفردات الآيات الكريمة من (35) إلى (42) من سورة «النحل»:


﴿ اجتنبوا الطاغوت ﴾: اجتنبوا كل معبود باطل، وكل داعٍ إلى ضلالة.
﴿ حقَّت ﴾: ثبتت ووجبت.
﴿ جهد أيمانهم ﴾: مجتهدين في الحلف بأوكد الأيمان وأقواها.
﴿ لنبوئنهم ﴾: لننزلنهم.
﴿ حسنة ﴾: دارًا أو عطية حسنة.


مضمون الآيات الكريمة من (35) إلى (42) من سورة «النحل»:

1 - تتحدث الآيات عن اعتذار المشركين يوم القيامة عن أنفسهم، وعن آبائهم، بأن ذلك الشرك كان بمشيئة الله، ورضاه، وقد كذبوا، فقد أرسل الله في كل أمة رسولاً كما بعث في هؤلاء محمدًا صلى الله عليه وسلم للإنس والجن أجمعين، يأمرهم بعبادة الله وحده، واجتناب الأوثان، فآمن من هداه الله إلى الإيمان، وضلَّ من وجبت عليه الضلالة.
2 - ثم تخفف عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان شديد الحرص على هداية قومه، بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء.
3 - ثم تصوِّر كفرهم وعنادهم، وإنكارهم للبعث بعد الموت مؤكدين ذلك بأغلظ الأيمان، والله سبحانه وتعالى سوف يحقق ما وعد، وهو قادر على كل شيء، إذا أراد شيئًا فإنما يقول له: كن فيكون.

4 - ثم تتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين ظلموا في مكة وهاجروا؛ لإقامة دينه، وما جازاهم به في الدنيا، وما ينتظرهم من ثواب عظيم في الآخرة.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (35) إلى (42) من سورة «النحل»:
1 - اغترار المشركين بما هم فيه من الإشراك، واعتذارهم محتجين بالقدر، ولا حجة لهم في ذلك؛ لأن الله لا يرضى لعباده الكفر والمعاصي، وقد أخبر أنه أنكر عليهم كفرهم ومعاصيهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرسل.
2 - البعث حق وضرورة؛ لينال كل إنسان جزاء ما قدَّم من عمل في هذه الحياة، فيتحقق العدل الكامل.
3 - عظم جزاء المهاجرين في سبيل الله لإعلاء دينه.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (43) إلى (54) من سورة «النحل»:
﴿ بالبيِّنات ﴾: أرسلهم الله بالمعجزات.
﴿ والزبر ﴾: وكتب الشرائع والتكاليف.
﴿ يخسف ﴾: يغيب.
﴿ تقلبهم ﴾: أسفارهم ومتاجرهم ومعاشهم.
﴿ بمعجزين ﴾: بفائتين من عذاب الله بالهرب.
﴿ تخوُّف ﴾: مخافة من العذاب.
﴿ من شيء ﴾: من جسم قائم له ظل.
﴿ يتفيَّأ ظلاله ﴾: يميل ظله وينتقل من جانب إلى آخر.
﴿ سجَّدًا لله ﴾: منقادة لحكمه وتسخيره عز وجل.
﴿ داخرون ﴾: صاغرون ذليلون منقادون.
﴿ له الدين واصبًا ﴾: لله سبحانه وتعالى وحده الطاعة الواجبة والانقياد الدائم اللازم، أو الخالص؛ لأنه الإله الحق.
﴿ تجأرون ﴾: تضجون بالاستغاثة والتضرُّع.
مضمون الآيات الكريمة من (43) إلى (54) من سورة «النحل»:


1 - توضِّح الآيات أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله جميعًا من البشر لا من الملائكة، وقد أرسل رسله بالمعجزات الواضحات والكتب، وأنزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن؛ ليوضِّح للناس الشرائع والأحكام.

2 - ثم تتهدد الذين كادوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالعذاب، وقد أمهلهم؛ ليتدبروا ويتفكروا.
3 - ثم تلفت الأنظار إلى دلائل الإيمان في الكائنات التي لها ظلال متقلبة عن اليمين والشمال، وهي وظلالها صاغرة ذليلة لله ربِّ العالمين.
4 - ثم تبيِّن أن الله سبحانه وتعالى حذَّر من الشرك، فهو إله واحد يجب أن يُعبد وحده، وكل نعمة فهي منه سبحانه وتعالى وإذا لحق الناس ضرٌّ أو أذى، فإليه وحده يرفعون أصواتهم مستغيثين ضارعين، فإذا كشف الضر عنهم، وأزال المكروه، إذا جماعة منهم يشركون بربهم.


دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (43) إلى (54) من سورة «النحل»:
1 - جميع الرسل - عليهم الصلاة والسلام - كانوا بشرًا، كما كان محمد صلى الله عليه وسلم كذلك، حتى يتمكنوا من تبليغ رسالة ربهم إلى الناس.
2 - الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس وأكثرهم اتباعًا لما أُنزِلَ عليه، وهو سيد ولد آدم.
3 - السُنَّة النبويَّة الشريفة تفصيل لما أجمله القرآن، وتوضيح لما فيه، ونحن مطالبون بالعمل بالقرآن والسُنَّة جميعًا.