خواص حسبنا الله ونعم الوكيل
يجب على المسلم أن يعلم أن قول حسبنا الله ونعم الوكيل لم ترد في حديثٍ صحيح بأن لها من الفضل ما يخصها دونًا عن سائر الذكر والأدعية، ولكن رغم ذلك فقد وردت في العديد من الآيات الكريمة التي فسّرها أهل العلم على أوجه الفضل والكرامة لهذه الذكر والدعاء، فقد قال تعالى: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } [ الطلاق: 3]، لذا فهي دليل على أن الله وكيل من توكّل عليه حسن التوكل، ففيها كفايةٌ للعبد من جوامع الشرور، وفيه معنى الصدق والإخلاص في النية، والاعتماد على الله وحده، والافتقار له جلّ في علاه عمّا دونه من الخلق، لذا فالعامل بها له من الفضل عند الله شيئًا عظيمًا، فحسبه أن الله حافظه، ومغنيه، وناصره، لذا فالخير في ذكرها، والفضل التام في المحافظة عليها، وقد ورد عن ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنه قال: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ قالوا: {إنَّ النَّاسَ قدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا، وقالوا: حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|