(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-09-2021
رحيل غير متواجد حالياً
United Arab Emirates     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 14 ساعات (05:25 PM)
آبدآعاتي » 11,314,695
 تقييمآتي » 6485142
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  993
شكرت » 400
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي خدعة الشحاذة



في ذلك اليوم لم أكن ناضجًا بشكل كاف يمكنني من اكتشاف خدعة تلك الشحاذة التي أخبرتني أن أمي تبحث عني وتريدني على الفور وقد كلفتها بالقيام بذلك.

حينها كنت في السابعة من عمري أستقل قطار الشمال مع أختي التوأم ووالدتي الأرملة التي توفي عنها زوجها وهي بريعان شبابها.

لم تكن أمي قوية بالقدر المطلوب لتقف بمواجهة عمي الوحيد الذي قرر الاستيلاء الكامل على إرث أخيه بما فيه زوجته وأبناءه، ولم تكن لتتحمل ذلك خاصة بعد أن هددتها زوجة عمي بإحراق وجهها إن وافقت على الزواج منه.
لم تكن أمي لتجازف بالبقاء في صعيد مصر فلم يكن الكوخ الخشبي الذي طردنا إليه عمي يستحق المجازفة!

في فجر ذلك اليوم لملمت أمي حاجياتها واتجهت بنا إلى المحطة سنستقل القطار المتجه للعاصمة بالتأكيد القاهرة تتسع لأحزان ثلاثة أفراد آخرين..!

جلست أمي على حقيبة ملابسنا وأمسكت بصورة فوتغرافية قديمة تجمعنا بأبي لم نكن لنهتم بالدموع التي تذرفها أمي وهي تحملق بتفاصيل الصورة الصغيرة، لكن شجاري مع أختي جذبها من بئر ذكرياتها، كل منا يريد أن يستحوذ على الصورة لأننا قد اشتقنا لأبي وبعد شد وجذب منا قُسمت الصورة إلى نصفين!

وتعالى صراخ الغبية الصغيرة التي لم تكن لتهدأ لأن وجه أبي لم يعد واضحًا فقد انشطر إلى نصفين، حاولت أمي إسكاتها لكنها لم تفلح فذهبت لتشتري لها الحلوى من بائعي المحطة بعد أن أوصتنا بالانتباه للحقائب حتى تعود.

بعد دقائق ظهرت تلك المرأة التي أخبرتني أن أمي تبحث عني وتريدني كي أصحبها إلى هنا بعد أن كُسرت قدمها وهي تشتري لنا الحلوى.

لم أكن لأرحل قبل أن أُقَبِلَ أختي وأسترضيها بعد أن تعالى بكاؤها لعلمها بما حدث لأمي، وحتى أثبت لها أنني رجل صغير منحتها نصف الصورة المنشطرة لكنها ربتت على ظهري بكفيها الصغيرتين وجففت دموعها بطرف فستانها ثم صممت أن تمنحني النصفين كاملين وكاد الحديث أن يطول بيننا فتدخلت الشحاذة قائلة: ليحتفظ كل منكم بنصفه وهيا لنلحق بأمك قبل أن يأتي القطار!

كانت هذه هي المرة الأخيرة التي أرى فيها أختي لازلت أذكر نظراتها المذعورة تجاهي وشعرها المشوش ودموعها الصامتة وكأنها قد تذكرت للتو أنها تحبني بصرف النظر عن الشجار المندلع بيننا منذ دقائق!

لم أكن لأحول نظري عنها كنت ألتفت إلى الخلف ملوحًا لها بنصف الصورة فكانت تبادلني التلويح في بكاء إلى أن اختفت عن ناظري وذابت في زحام الواقفين، فبكيتُ!

لا أدري ما الذي حدث لها بعد ذلك وكيف تقبلت أمي الخبر وماذا عن الحلوى التي أحضرتها للصغيرة ربما مازالا يتجرعان مرارتها إلى الآن!

ترى هل سافرا إلى القاهرة أصلا أم أنها عادت إلى عمي كي يساعدها في البحث عن ابن أخيه، مضى أكثر من عشرين عامًا وأنا لازلت أحتفظ بالمشهد كما هو، ولازال يخفيني صوت القطار!

عادت بي المرأة إلى إحدى مدن الصعيد مرة أخرى بعد وجبة تعذيب دسمة جدًا لأنني حاولت التملص والهرب منها، رغم صغر سني حينها إلا أنني كنت ولأول مرة أشعر بالغدر الممزوج بقلة الحيلة والأسى.

وضعتني المرأة في غرفة مظلمة لمدة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع تحدثت في الهاتف مع أحدهم بشأن بيعي مقابل مبلغا من المال وكأنني عبد قد أتت به من سوق النخاسة!

في صباح اليوم التالي كنت قد تمكنت من الهرب واتجهت رأسًا إلى محطة القطار وباعتقاد طفولي كنت أظن أن والدتي لازالت تقف هناك، لكنني وجدت محطة أخرى غير التي كنا بها وأناس آخرين فضاقت عليّ الأرض بما رحبت، كل هذا العالم لا يحتوي حزن طفل صغير ولا يحترم طفولته!

كنت أنظر إلى الصورة الممزقة وأبكي، وأتأمل ملامح أختي الطفولية وأشعر أنني أنا من أضعتها ثم أقبل الجزءالظاهر من وجه أبي وأطلب منه أن يسامحني على ما اقترفت يداي.

بعد ستة أشهر من التسكع بالطرقات والمبيت بالعراء كققط الشارع المنبوذة تكفل بي رجل عقيم يخطو نحو الستين من عمره عاملني هو وزوجته كأفضل ما يكون حتى صرت طبيبًا تجوب شهرته الأركان، ولم يتركا سبيل للبحث عن أمي وأختي إلا وسلكاه لكن باءت كل المحاولات بالفشل.

منذ إسبوع جاءت لعيادتي فتاة ضعيفة يبدو أنها في أواخر العشرينيات برغم الشعرات البيضاء النافرة من حجابها! .. أخبرتني أنها بحاجة لإجراء جراحة عاجلة وقد أتت إلي من القاهرة بعدما أخبرها أهل الخير أن "بالأسكندرية" طبيب يجري جراحة مجانية كل "جمعة" تقربًا إلى الله ليحقق له حاجةً في نفسه!

أخبرتُها أنها في ضيافتي حتى نجري لها الجراحة وحتى تسترد عافيتها بشكل تام، وطلبت منها أن تدعو لي .. بعد إجراء الجراحة بيومين أخبرتني أنها لا تملك جنيهًا واحدًا تسد به دينها لي .. ثم أمسكت بكيس نقودها لتأكد لي أنه فارغ من المال فسقطت منه صورة مهترئة لطفل صغير وأمه ورجل آخر لم تظهر ملامحه بشكل كاف لأن أطفالًا صغارا قد شطراها إلى نصفين قبل أكثر من عشرين عامًا!..



 توقيع : رحيل



رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الشحاذة, خدعت

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إن خدعت غيرك فلا تخدعنَّك أبو علياء ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 43 10-24-2024 01:06 PM
قصة خدعة حمار وذكاء مزارع دره العشق ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 15 07-25-2024 06:57 PM
خدعة لسرقة كلمات سر مستخدمى إنستجرام بنت الشام ϟ الكمبيُوتـر والبَــرامج ϟ 27 07-06-2024 09:08 PM
هل خدعت منة عرفة الجمهور بأخبار انفصالها؟ نبضها مطيري 🎶 أخبَار المشاهِير والنجُوم ولقَاءاتهِم 🎶 10 02-10-2024 07:19 PM


الساعة الآن 08:19 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع