لمحة من الهدي النبوي الشريف في الأمانة والوفاء

لمحة من الهدي النبوي الشريف في الأمانة والوفاء

قال عثمان بن طلحة رضي الله عنه سادن الكعبة المُشرّفة:

لقيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة قبل الهجرة، فدعاني إلى الإسلام،
فقلت: يا محمد، العجب لك حيث تطمع أن أتبعك، وقد خالفت دين قومك، وجئت بدين محدث.

وكنّا نفتح الكعبة في الجاهلية الإثنين والخميس، فأقبل يوماً يريد أن يدخل الكعبة مع الناس، فأغلظت عليه، ونلت منه.

فحَلُم عني..

ثم قال: (يا عثمان، لعلك سترى هذا المفتاح يوماً بيدي أضعه حيث شئت).

فقلت: لقد هلكت قريش وذلت.

قال: (بل عمرت يومئذ وعزّت).

فلما كان يوم الفتح قال لي:

(يا عثمان، ائتِ بالمفتاح).

فأتيته به. فأخذه مني.

فاستشرف العباس وعلي إلى أخذه ليكون في بني هاشم.

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (هاك مفتاحك يا عثمان .. اليوم يوم بِرٍّ ووفاء)

ثم دفعه إليّ ..
وقال: (خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة .. لا ينزعها منكم إلا ظالم.. يا عثمان، إن الله استأمنكم على بيته .. فكلوا مما وصل إليكم من هذا البيت بالمعروف).

فلما ولَّيتُ ناداني، فرجعت إليه،

فقال: (ألم يكن الذي قلت لك) ؟

فذكرت قوله لي بمكة قبل الهجرة: (لعلك سترى هذا المفتاح يوماً بيدي أضعه حيث شئت).

فقلت: بلى. أشهد أنك رسول الله.
--------------------------

ومن معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم أن سدنة الكعبة المشرفة إلى اليوم هم من ذرية شيبة بن طلحة، فكبير سدنة الكعبة الحالي هو الشيخ عبدالقادر بن طه الشيبي وهو السادن الثامن بعد المائة "١٠٨" منذ عهد قصي بن حكيم الجد الثالث للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد أخبرني الشيخ عبد العزيز الشيبي كبير السدنة السابق رحمه الله أن من عادات بني شيبة المتوارثة فيهم أنهم في كل مرة يتجدد فيها تولي دولة لحكم مكة المكرمة؛ يحملون مفتاح الكعبة إلى الحاكم الجديد، فيسارع الحاكم بردّهِ عليهم خشية أن ينطبق عليه وصف الظلم، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا ينزعها منكم إلا ظالم).