ليتُكَ تَعْلمُ أنّي

ليتُكَ تَعْلمُ أنّي
كنتُ أُشيحُ غطاءَ الزمنِ الأسودِ
أُيقظُ فجرَ العُمْرِ التائهِ
أرمي الخوفَ على الأقدامْ
كي ألقاكْ
ليتُكَ تَعْلمُ أنّي
أستنشقُ عطرَكَ في اعماقي
ألمسُ روحَكَ بين القلبِ و دفءِ الذاتْ
أتسلَّقُ ريحاً، صَدْرَ سحابٍ
كي أتقرَّب مِنْ مَعْنَاكْ
ليتُكَ تَعْلمُ أنّ القُبْلَةَ
كانتْ تغفو على شفتيكَ بصَدْرِ الحُلْمِ
وأنَّ العُمْرَ لم يتمهَّلَ
لحظةَ دفءِ تتغشَّاني على كتفيكْ
كلُّ الأمرِ كانَ دَلالاً
كان تَمَنٍّ و استلهامْ
كان امرأةً تعشقُ رجلاً
يهزمُ فيها هوى الـ لاءاتْ
يزرعُ فيها صدى الأحلام
كنتُ أنا أحتشدُ ولاءًا
كان غروري استجداءًا
لم تتعلَّم ابداً أنْ تفهمني
لم تتعلَّم أن تشرحني
حين تتوهُ مَعالمُ وَلَهي
أو تمنحني حضنكَ ذات عَناءْ
فتمنعْتَ .. قسوتَ ..
حشوتَ القلبَ بكلِّ بكاءْ
كيف كسرتَ سنابلَ روحي
و استعليتَ عليَّ جفاءْ
هذا البحرُ عميقٌ جدّاً
وهذا الموجُ سيبقى فيكَ
ويبقى فيكَ صدى الكلماتْ
كيف لفظتَ مدائنَ عشقي
كيف بربكَ استعبدتَ حرائرَ صدقي
مارستَ الظُلْمَ
قهرتَ الحُلْمَ
بعتَ الحبَّ بحفنةِ وَجعٍ
و استنكرتَ حنينَ الذاتْ؟!
و تبكي الآن؟!
ستبكي حتى آخرَ رمقٍ
تبكي عشقاً فاض حنانْ
ستبكي قلبي
لهفةَ شوقي
و رجع الاسمَ على شفتيّْ
تبكي فجري- فرحاً كانْ
ابتدئْ الآنْ
فلن يكفيكَ العمرُ بكاءًا
لن يعصمَكَ من الأحزانْ