للصمت حكمة

عندما نقول: "الصمت حكمة"

فإنما نعزز في سلوكنا وتصرفاتنا شيئا من التفكير الإيجابي من خلال هذا المثل أو تلك الحكمة،
فكثيرا ما ترددت هذه العبارة و تشكلت لدينا

لأنها بالفعل ذات فائدة لمن يتقن فن التعامل مع الكلام والصمت.
ففي المجالس تتنوع الآراء من عدد من الجلوس الذي يمثلون مستويات عمرية ومراكز ومكانة،

ولكل منهم مقامه ومقاله،

فحري بمن يشارك غيره أن يحدد وزنا مناسبا لما يقول وتأثير ما يقول أيضا.
ففي مجالس آبائنا كانت تتكرر السوالف والمعلومات

وتقدم الآراء وتكشف العقول بما تقول الألسن،



فذاك حكيم وآخر فطن وثالث لماح ورابع رزين.. الخ.


كل ذلك جاء نتيجة دراية ودربة طويلة من المجالسة،
فصار الإصغاء والاستماع واستقاء الخبرات أكثر من الأقوال وكثرتها دون فائدة،

فلا كلام مفيد إلا بعد صمت طويل وإصغاء.


والكلمة محسوبة على قائلها بخلاف الصمت الذي لا يعرض صاحبه في الغالب لملامة.


من جانب آخر هناك الكثير يرون أن الصمت في بعض الأحيان مذلك،

وهذا وارد في بعض الحالات التي يتعدى في المتكلم مما يستوجب تصحيح قوله.


يقول الشاعر مطلق بن جغيثم


قال المثل: "الصمت حكمة" وأنا أقول
الصمت في بعض المواقف مذلة
وشلون تصمت كان هاجمك مدبول
خبل يعلج الهرج ويخبط ظله
لو قيل لك مهبول ما هو بمسؤول
لازم ترد وكل شيٍ بحله
من لا يحسب قيمة الفعل والقول
عليه يبدي مع مدى الوقت خلة