آيات الله في حماية الكائن الحي لنفسه
آيات الله في حماية الكائن الحي لنفسه
قال تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف/ 105).
وقال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) (الشورى/ 29).
قال الله تعالى: (وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (الجاثية/ 4).
يا من دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته.
انّ حقيقة وجود الله لا تحتاج إلى من يدعمها بالبراهين والحجج فهي حجج ساطعة سطوع الشمس، من تلك الأشياء المحيرة للعقول والبراهين المذهلة عجيبة حماية الكائنات لأنفسها، ان حماية الجسم البشري لنفسه عجيبة من عجائب صنع الباري سبحانه.
ويقول الدكتور "والتركانن" (العالم الفسيولوجي): "أنّه لو أنك عرفت كثيراً من أسرار الجسم البشري، لعجبت كيف يمرض أحد من الناس: ففي داخل الجسم دنيا قائمة تتصرف بإلهام واضح في دفع المرض، بل المحافظة على صحة الكائن بما يعجز عنه أي طبيب. ويقرر الأطباء أنهم في علاجهم، إنما يحاولون تقليد ما يجري داخل الإنسان نفسه، وأنّ العقاقير التي يصفونها إنما لمساعدة الداخل فيما يقوم به... دون أن يكون للإنسان أي فضل فيه بل حتى معرفته!!!
وإذا كان الإنسان يعتبر أوضح الأمثلة لذلك، على ما يقوم به حماية نفسها خارجياً، بالحرب والسعي والفكر والكر، والعمل والراحة، وأخذ الدواء – وداخلياً حيث لا دخل له – بارتفاع الحرارة، وتكوين الأجسام المضادة، وهجوم كريات الدم، فإنّ الحيوان ليعبر أيضاً من أروع الأمثلة التي تظهر لنا بوضوح قوة ما تتخذه الحياة في حماية الحيوان؟
يقول الدكتور (ارشبيولد تلدج) انّه بينما كان يمر ومعه أحد الحيوانات الوحشية التي استأنسها، جرح سلك شائك ذلك الحيوان في جنبه جرحاً غائراً، فسارع الدكتور إلى غسل الجرح بمطهر وربطه بالضمادات، وما هي إلا برهة، حتى وجد الحيوان قد نزع الضمادات وألقاها، وجعل يعلق الجرح برفق حتى يبعد الشعر الذي يغطي الجرح، وتركه معرضاً للهواء والشمس. وظل الحيوان يتعهد جرحه، حتى برىء.
وإذا كان هذا هو ما يحاوله الكائن الحي للمحافظة على نفسه، فإن هناك العديد من الأدلة، على أنّ النوع نفسه يتخذ من ضروب الحيطة والحذر للمحافظة على أفراده، ما يجعل الإنسان يؤمن بوجود قوة علوية ترعى كافة الكائنات على اختلاف أنواعها.
فكل الحيوانات والطيور التي تسير في هيئة جماعات، تتخذ من بعض أفرادها خفراء يحرسونها، وأدلة يعرفونها الطريق. وليس ذلك عن مصادفة بل عن قصد وتدبير، فإنّ الفيلة في الغابات، لا تسير فرادى إطلاقاً إلا الأفراد الذين حكم عليهم بالشرود وجماعة الفيلة يتقدمها دليلها إلى الماء أو الغذاء. وأسراب الطيور في سيرها، يحرسها أكبر ذكورها، ويسير في مؤخرتها ضعافها، بينما الظباء تسير حراسها في الخلف لأنّ الذئب وهو أخطر الحيوانات عليها لا يهاجم القطيع إلا من خلفه.
وتظهر قافلة الاكتشاف واضحة في الجراد، فإنّ المقدمة التي تسير لتكتشف الطريق لا تزيد على بضعة أفراد وهذه تكون إنذاراً بسرب الجراد الذي قد يغطي مساحة ألفي ميل مربع.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|