العيش في الدنيا بمنظار الآخرة "
فمن كان فيـ هـا سعيدا ً فليتعلق قلبه بالسعادة التي لاتنقضي
والـ هـنـاء الذي لا ينتـ هـي يوم يدخل الجنان في دار الأمان
ومن كان في شقاء وبؤس فليتذكر شقاء أهل النـار وماهم فيه
من كربات وحسرات وبـ هـذا يعيش العبد مع الناس بجسده وقالبه
يخالطـ هـم ويعاملـ هـم أما قلبه وعقله فـ هـو متصل بدار الآخرة
دخل رجل على أبي ذر رضي الله عنه فجعل يقلب بصره في بيته
فقال له : يا أبا ذر ما أرى في بيتك متاعاً ولا غير ذلك من الأثاث
فقال : إن لنا بيتاً نوجه إليه صالح متاعنا قال : إنه لا بد لك من
متاع مادمت ها هنا فقال : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه .
وهذا وربي من تحف السلف يمر أحدهم على الفاكـ هـة
لا يستطيع أن يشتريـ هـا فلا يتندم أو يتبرهم وإنما يبتسم
إبتسامة الرضا والأمل ويقول لـ هـا : موعدنا غدا ً إن شاء الله
في الدار الآخرة !
ويتعدى عليه من يظلمه أو يخذله فيقول له في سكينه وهدوء :
إلى ديان يوم الدين نمضي ؛ وعند الله يجتمع الخصوم .
يقول في تسليم ورضى : ماعند الله خي وأبقى !
فمن كان قلبه معلق بالسماء هل يحفل بما
على الغبراء ؟!
تزوجت "معاذة العابدة " " بصلة بن أشيم "
فأدخله أبن أخيه الحمام ثم أدخله بيتا ً مطيبا ً فقام يصلي
فقامت فصلت فلم يزالا ً يصليان حتى برق الفجر
قال أبن أخيه : فأتيته فقلت : أي عم تزوجت الليلة ؛ فقمت
تصلي وتركتـ هـا !
فقال : إنك أدخلتني أمس بيتا ً أذكرتني به النار ثم أدخلتني
بيتا ً أذكرتني به الجنه فما زالت فكرتي فيـ هـا حتى أصبحت .