كان حلما يا أماه

كان حلماً

الليله دافئه هادئه ؛ القمر مستدير أسدل أشعته الماسيه فوق النهر
الهواء عليل يحمل روائح النسيم
السماء بدرت نجومها أمام سجادتها السوداء
كل شئ رائع ، ولكن سمة شئ مفقود
فتحت نافذتى نظرت على الحديقه الصغير
فى الحديقه منضده صغيره عليه مزهريه كبيره بها الكثير من الورود البنفسجيه لكنها ذابله
على طرف المنضده قطعة حريريه لونها وردى تكاد تسقط من طرف المنضده فوق يد الكرسى المجاور
ولا أحد هناك ليحملها .
العشب فى الحديقه كأنه أحتلها ثم استرسل الى الطريق ولا يوجد من يرونقه
خرجت من حجرتى
البيت فارغ لا احد هنا ، لحظه وسمعت ضوضاء خلف بابا الردهه
صه
أنها قطتى .........، أما زلتى هنا .. أين الجميع ........... أما وقد رحلوا ، ولكنك مازلتى هنا
الحياة تبدلت والكل منشغل بمشاكله
لم يعد احداً يزورنى ، اصبحت وحيده ، السعات تمر ببطئ قاتل ، الليل امسى مختلفاً عن ما كان عليه
مازال جميلاً ولكننى بت وحيده
- وقفت ليلى تتسائل وهى تحاور نفسها وتجوب انحاء مملكتها الصغيره التى اقتنتها لنفسها
- هل أنا سعيده ... نعم مرت السنين بسرعة وأنا مازلت فى ركنى الهادئ هذا
لقد أخترت كل شئ هنا بعنايه ، ولكن لم أكن أخطط مطلقاً أن أعيش هنا وحيده
لقد ذبلت زهورى كلها ، لماذا لا أعتنى بها .. كما أنى ما عدت أعتنى بنفسى
- أستدارت متجهه الى غرفتها ثم توقفت عند مرأتها ، نظرت بشوق الى ملامحها ، وبحدةً نهرت المرآه
- لقد غيرت ملامحى فجأه ...
- ثم فتحت درج من ادراجها ، وأخذت منه صوره ، أمسكتها بقوه وأحتضنتها بعنف
- أااااااه يا خالد .. لماذا تركتنى وودعت دنيتى ، أما كنت لتصبر عليا ، أما كنت لتطمئن قلبى الخائف
تركتنى ورحلت ، وأنتظرتك تعود وحتى الان لم تتذكرنى
- استدارت لتضع الصوره على المنضده تحت نافذة الغرفه ، القت بنفسها على الكرسى المجاور ،
امسكت بوردة كانت بيضاء منذ عدة ايام ، لقد ذبلت اوراقها وتغير شكلها ولونها وتنهدت ثم وقفت
واتجهت بخطواتها نحو الصور المعلقه على الجدار ، ثم بكت ، ثم أنها سقطت مغشياً عليها
- ضجيج خارج الغرفه وشخصاً يتندفع نحو الباب
ليلى .. ليلى ..
قالتها ندا فى فزع وهى تركض نحوها وبدئت بالبكاء
لم تكن تدرى انها أبنة خالتها واعز اصدقائها قد تصل حالتها الى هذه الدرجه من الخوف
صرخات ندى جعلت أم ليلى تسمعها وسرعان ما كانت امامها
- ندى ما بها ليلى ... ليلى ابنتى اجيبى أمكِ
ولكنها لا تجيب، مازالت تهزى باسمه .. خالد .. خالد
- احضرت ندى زجاجة العطر الخاصه بليلى ، فى محاوله ناجحه لأعادة ليلى لوعيها
استفاقت وهى تبكى ودموعها تملاء وجنتيها ، شحبت ملامحها البريئه وهى تنظر الى أمها وكانت تسئلها
- ما الذى حدث يا ليلى .. لقد تركتك منذ قليل وكنتى بخير ، ولماذا مازلتى تمسكين بصورة خالد
نظرة الام الى ندى نظرةً متسائله فى صمت ثم عاودت النظر بعيون ليلى وهى تسئلها
- الم ترفضى الزواج منه ؟ لماذا تحملى صورته وعيونك باكيه هكذا !
- فى تعجب نظرة ليلى الى امها والى ندى كأنها تستعجب تواجدهم ثم وقفت فى فزع وهى تركض الى مرأتها
ثم ضحكت وعيونها تظرف دموعها المنهمره على وجنتيها
تبحث بين شعر رأسها عن عجز السن وشيب اللون
تلمس وجهها باحثة عن التجاعيد فلم تجدها
التفت خلفها نظرت اللى ورودها على المنضده تحت النافذه وجدتها مازالت مترونقه فى مزهريتها
فتحت نافذتها بسرعه فأذا بالورود تزين حديقتها الصغيره و ( عم حسين ) مازال يقلم الاشجار بمقصه الكبير
التفتت الى امها وهى تبتسم بشده وتبكى بنفس الشده وامها تقف بجوار ندى فى حالة تعجب وعلامات الاستفهام تملأ رأسيهما
ثم ارتمت فى حضن امها وقالت
- أحبه يا أمى .. أحبه ..
فأبتسمت أمها وقالت هو مازال بالخارج ولم نخبرهم شئ بعد
- فمسحت دموعها بسرعه ورسمت على وجهها ابتسامه وجلست على كرسيها أما مرأتها ، ثم نظرت الى ندى وقالت
- ندى تعالى زينى شعرى
ونظرت الى امها وقالت
- أمى أخبرى ابى أنى أوافق على زواجى ... اخبرى خالد .. أنى .. أحبه
نظرت أمها اليها تسئلها
- اخبرينى اولا ما الى حدث لكِ فى خمس دقائق تركتك بالغرفه لأحضر ندى
اعود اجدكِ على هذا الحال بعد كل هذا الرفض
مسكت ليلى يد ندى توقفها عن تمشيط شعرها ونظرت الى امها قائله
- لقد كان حلماً يا أمى .. كان حلماً

بارك الله فيك

جزاك الله خير الجزاء,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

كل،،الشكر،،علي،،المرور

-


بوركت اكفك لهذا الجلب
في انتظار جديدك المشوق

كل،،الشكر،،علي،،المرور

طرح رائع
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك

لك خالص التقدير والاحترام