قصص الصحابة والتابعين_الغرم بدل الغنم ( 2 )
فاستفضلتْ زوج أبي بكر الصديق من نفقتها من عدة أيام ما يصلح لأن يشتري به حلوى ، وقدمت الدريهمات إلى أبي بكر ، وقالت : هاك دريهمات ، تستطيع أن تشتري بها لنا حلوى .
ولم يكن من شأن الصديق إلا أنه رد الدريهمات إلى بيت المال ، وقال لمن يلي أمره :
قد تحقق لدينا أن أسرتنا تستطيع أن تعيش وتقوت أعضاءها بأقل مما تتقاضى من بيت المال من الدريهمات ، فأسقط من نفقتنا كل يوم بقدر هذه الدريهمات ، فإنها كانت زائدة على حاجتنا ، وليس بيت مال المسلمين لتترفه به أسرة الخليفة وتتوسع به في المطاعم .
وهكذا كان ، فنقص من راتب كل يوم بقدر هذه الدريهمات ، وكان من حظ الأسرة السعيدة الصالحة – التي كان يحكم سيدها بلادا واسعة ، وتأتيه الغنائم والثروات من أطراف كثيرة – الغُرم بدل الغنم .
ولم تستطع أن تحقق رغبتها فيما اشتهته من حلوى ، بل اضطرت إلى أن تقنع براتب أقل مما كانت تناله كل يوم من بيت المال ، ورضيت السيدة زوج الصديق بما فعله زوجها العظيم ولم تعتبره غُرما وخسارة ، وصدق الله العظيم : ” الطيبون للطيبات ” ( النور 26 ) .
وضرب سيدنا أبو بكر مثالا لمن يلي أمر المسلمين ، ويفضل الزهد والقناعة على التوسع في المطاعم والمشارب ، وقضاء حاجات النفس ، ويرجح الآخرة على الدنيا .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|