و جزاء سيئة سيئة مثلها ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== { و جزاء سيئة سيئة مثلها } الشورى .
فهذا هو الأصل في الجزاء .
مقابلة السيئة بالسيئة ، كي لا يتبجح الشر و يطغى ، حين لا يجد رادعا يكفه عن الإفساد في الأرض فيمضي و هو آمن مطمئن .
ذلك مع استحباب العفو ابتغاء أجر الله و إصلاح النفس من الغيظ و صلاح الجماعة من الأحقاد .
و هو استثناء من تلك القاعدة .
======== و العفو لا يكون إلا مع المقدرة على جزاء السيئة بالسيئة .
فهنا يكون للعفو وزنه و وقعه في إصلاح المعتدي و المسامح سواء .
فالمعتدي حين يشعر بأن العفو جاء سماحة و لم يجئ ضعفا يخجل و يستحيي و يحس بان خصمه الذي عفا هو الأعلى .
و القوي الذي يعفو تصفو نفسه و تعلو .
فالعفو عندئذ خير لهذا و هذا .
و لا كذلك عند الضعف و العجز .
و ما يجوز أن يذكر العفو عند العجز .
فليس له ثمة وجود .
و هو شر يطمع المعتدي و يذل المعتدى عليه ، و ينشر في ألأٍرض الفساد .
======== فالذي ينتصر بعد ظلمه ، و يجزي السيئة بالسيئة ، و لا يعتدي ، ليس عليه من جناح و هو يزاول حقه المشروع .
فما لأحد عليه من سلطان .
و لا يجوز أن يقف في طريقه أحد .
إنما الذين يجب الوقوف في طريقهم هم الذين يظلمون الناس ، و يبغون في الأرض بغير حق .
======== فإن الأرض لا تصلح و فيها ظالم لا يقف له الناس ليكفوه و يمنعوه من ظلمه ..
و فيها باغ يجور و لا يجد من يقاومه و يقتص منه .
و الله يتوعد الظالم الباغي بالعذاب الأليم .
و لكن على الناس كذلك أن يقفوا له و يأخذوا عليه الطريق .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|