أصحاب فى القرآن.. «الأيكة»
أرسل الله نبيه شعيب إلى قوم مدين
أو ما عرفه المفسرون بأصحاب الأيكة،
فكانت ديار قوم مدين تمتد إلى الحجاز
من الشمال وإلى الشام من الجنوب،
وهذه المنطقة موجودة فى منطقة
تبوك بالمملكة العربية السعودية.
ويوضح الدكتور محمد حسن سبتان
أستاذ التفسير
بكلية الدراسات العليا جامعة الأزهر،
أن أصحاب الأيكة هم أهل مدين،
ونسبوا إلى عبادة الأيكة،
وهى شجرة ملتفة كانوا يعبدونها،
فأمرهم نبيهم بإيفاء المكيال والميزان،
ونهاهم عن التطفيف،
«أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ»
أى أتموا للناس الكيل إذ تبيعون ولا تنقصوه، «وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ»
أى الميزان،
«وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ»
لا تعطوهم أقل من حقهم
«وَلا تَعْثَوْا فِى الأرْضِ مُفْسِدِينَ»
ولا تفسدوا فى الأرض بالغش،
«وَاتَّقُوا الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ»
يخوفهم الله بأسه الذى خلقهم
وخلق آباءهم الأوائل. يخبر تعالى عن جواب قومه له قالوا
«إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ»،»
وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ» أى. تتعمد الكذب فيما تقوله،
ولست رسولا
«فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ»
قطعا من عذاب السماء.
فكان الأولى بهم أن يسألوا الله
الهداية ولكنهم طلبوا العذاب
والبلاء موكل بالمنطق.
«قَالَ رَبِّى أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ»
الله أعلم بكم، فإن كنتم تستحقون
ذلك جازاكم به غير ظالم لكم،
وكذلك وقع بهم كما سألوا،
جزاءً وفاقًا، ولهذا قال تعالى.
«فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ
إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ»
وهذا من جنس ما سألوا،
من إسقاط الكسف عليهم،
فإن الله سبحانه وتعالى،
جعل عقوبتهم أن أصابهم حر شديد
مدة سبعة أيام لا يَكُنُّهم منه شىء،
ثم أقبلت إليهم سحابة أظلتهم،
فجعلوا ينطلقون إليها يستظلون
بظلها من الحر،
فلما اجتمعوا كلهم تحتها
أرسل الله تعالى عليهم منها شررًا من نار،
ولهبا ووهجًا عظيمًا،
ورجفت بهم الأرض
وجاءتهم صيحة عظيمة
أزهقت أرواحهم.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــم
الدكتــور علـــى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|