لفنان التشكيلي يمارس فنه من خلال وسائط تسمى الخامات الفنية، وقد قام الفنانون بتصنيف هذه الخامات إلى مجالات فنية وقد توسعت الاستعمالات الفنية بشكل كبير فيها، حتى صارت مجالات تشكيلية. وأصبحت هذه المجالات الفنية تتبع قوانين وأساليب مختلفة، وذلك كما في(الرسم والتصوير التشكيلي) وهما من مجالات الفن التشكيلي ويعبر فيهم الفرد بقوة عن طريق هذان المجالان بيسر وبساطة وبشكل سريع عما يريد أن يعبر عنه، والرسم التشكيلي يتغلب على التصوير التشكيلي حيث أنه عن طريق الرسم التشكيلي يستطيع الفرد أن يعبر عن ما بداخله وعن ما حوله بطريقة أفضل وأيسر من التصوير التشكيلي. ويستطيع الفنان أن يستخدم في الرسم الأدوات بسهولة والذي يمكن أن يتيحها في أي مكان على عكس التصوير التشكيلي الذي يتطلب مهارات فنية وظروف أكثر خصوصية كي يستطيع فيه الفنان التعبير عن ما يدور بداخله، كما أن الرسم له العديد من الأدوات التي يمكن أن تستخدم، كما أن الرسم يلعب في مجالات الفن التشكيلي دورًا كبيرًا وهامًا.
لوحة فن تشكيلي من امانا بولج سبوت
يوجد بعضًا من أهم مدارس الفن التشكيلي، فقد وضعوا للفن التشكيلي على وجه الخصوص تصنيف ودراسة يحدد للمدارس التي تنتمي إلى هذا الفن، ومن بينها.
المدرسة الواقعية وفي هذه المدرسة الواقعية يتم نقل فيها الواقع الموجود إلى صورة فنية طبقًا للأصل من الواقع المحيط، فيمكن من يراها يشاهدها كأنها صورة فوتوغرافية، حيث يقوم الفنان التقاطه بعينه ثم يقوم بعد ذلك بتسجيلها بأدق التفاصيل الموجودة بالواقع. وغالبًا ما كان يقوم الفنان في هذه المدرسة بإدخال شيئًا عما بعواطفه، وقد أثرت مدرسة الواقعية حين ظهرت في كثير من أعمال الفنانين، إذ قاموا الفنانين بتجسيد صور الأشخاص المشهورين سياسيًا ودينيًا واجتماعيا، ونجد جميع أعمالهم تنتشر على الشكل الكلاسيكي، وذلك ظهر من خلال البورتريه الصامت.
المدرسة الانطباعية قرر فيه الفنان أن يخرج من غرفته، حتى يعتمد على المشاهد الحسية وحتى يتوجه إلى الطبيعة، وبذلك كان يضيف الفنان على المنظر الطبيعي أحاسيسه التي استوحاها من المشاهد الحسية بداخله، وقد تميزت هذه اللوحات أن تبرز العناصر الطبيعية كالنور والظل بشكل أكبر .
المدرسة الانطباعية الجديدة بحث الفنانون في هذه المدرسة عن الأصالة والعمق بشكل أكبر، فكان فنانون هذه المدرسة لا يرضون عن الانطباعية القديمة، فأصبحت رسوماتهم في الطبيعة وكانت أعمالهم تتسم بالكثير من التناسق. كما أن ألوانهم كانت شديدة، ومن هنا أصبحت أعمالهم على القماش، والقماش كان أول مرة يستخدم في الرسم، وهذه المدرسة تعتبر دمج بين مدرستين الواقعية والانطباعية ولكن بأسلوب حديث.
المدرسة الرمزية المدرسة الرمزية يمكن أن نتعرف من خلال أسمها أنها تعتمد على الترميز، كما أنها تتخلى عن التصوير طبق الأصل وذلك للطبيعة، ومن خلال الرسم ومن خلال الألوان كان الترميز حينها واضح. المدرسة التعبيرية تعتمد هذه المدرسة فقط على انطباع الفنان عن المشهد الذي أمامه أكثر من أن يصوره بدقة، وفي هذه المدرسة أعتمد الفنان على فكرة عدم تقييده بأن ينقل الصورة بأمانة، وقد ظهرت هذه المدرسة مع بداية القرن العشرين.
المدرسة الدادائية هذه المدرسة كان هدفها أن تقوم بوصف كل ما هو مهمل في الحياة وذلك حتى تظهر أهمية هذا الشيء، وتقوم بشرح هذا الشيء وتعظمه حيث حينها يبدو كأنه شيء في غاية الأهمية، ومن أمثلة التصوير أرصفة ملوثة أو تصوير سلة مهملات، فكان كل الهدف من الرسم هو إظهار الأهمية فقط.
المدرسة السريالية كانت هذه المدرسة تعتمد على ما تم استرجاعه من خلال الذاكرة، وكانت لا تعتمد على طريقة النقل، وقد اعتمدت هذه المدرسة أيضًا على تجسيد الأحلام والأفكار.
المدرسة التجريدية وفي هذه المدرسة يعتمد الفنان على أن يقوم بتجريد الطبيعة وذلك للحقائق الموجودة بالفعل، ويقوم فيها الفنان بإعادة بثها عن حقيقتها وذلك بطريقة مختلفة، وكان يعتمد الفنان على رؤيته التي تخضع لألوانه وخياله وعلى الحركة أيضًا، وكانت هذه أهم مدارس الفن التشكيلي.