الوقت
"طلب أحد الملوك من وزيره الحكيم أن يصنع له خاتماً ويكتب على الخاتم عبارة إن رأها وهو حزين يفرح وإن رأها وهو سعيد يحزن ، فصنع الوزير له الخاتم وكتب عليه : هذا الوقت سيمضي ..
اللحظات الصعبة ما هي إلا آلام مخاض لولادة جديدة ، وجميعنا يعلم أن اشد ساعات الليل ظلمة تلك اللحظات التي تسبق الفجر, وما من سعادة حصلنا عليها إلا وتجرعنا قبلها أحزاناً ، لأن لكل شيء في هذه الدنيا ثمن سندفعه شئنا أم أبينا ..
السعادة والحزن أوقات وستمر ،لا نستطيع إيقافها أو تغييرها وكل ما علينا فعله أن نتعامل معها بحكمه ، فلا تغرنا الأوقات السعيدة فنطمئن لها ونظن أنها مستمرة ، ولا تخدعنا الأحزان ونظن أنها دائمه لكل منها وقت وسيذهب فلماذا نعيش دائماً في أحد الأوقات متناسين الوقت القادم ..
يقال أن حكيماً قال طرفة ، فضحك من حوله فأعادها مره أخرى فلم يضحكوا ! فقال لهم : حينما أعدت الطرفة لم يضحك منكم أحد ! بينما أنتم تحزنون على نفس الأمر ألف مره ،وهذا هو حال غالبنا مع الأسف -إلا من رحم ربك - فهو يحزن على ذات الأمر كل ما يتذكره، ويجلد ذاته ويتهم الظروف ومن حوله بالفشل والتآمر عليه ، ونسي أن يفتش ويبحث عن الخلل !
ونصيحتي له ولنفسي قبله هي :
اطرح ما يحزنك جانباً ولا تلتفت إليه فما أغلق بابا إلا وسيفتح الله لك غيره أبواب ، فقط دعه جانباً ولا تلوي عليه ولا على ذكراه وقد قالوا "الباب الذي يغلق في وجهك عمدا إياك أن تطرقه ثانية .."
حرر نفسك من تلك الأعباء ، وأبدأ طريقاً جديداً لا يمت للماضي بصله ، طريقاً أنت من يعبدها بإصراره وثباته و التزامه ، وانسى الماضي بما فيه فأنت إنسان ما سمي إنسان إلا لنسيه ..
وفي الختام ، اسمح لي أن أتحدثك إليك بلغة المحاسبين فأقول لك :
اليوم هو أول يوم في نهاية الربع الأول من العام الحالي ، وفي العرف المحاسبي تعد الشركات تقاريراً مالية تبين خسارة الشركة وربحها خلال كل ربع ، والمكون عادة من ثلاثة أشهر ، وهذه دعوة مني لتلملم أوراق ربعك الأول من سنتك 1435هـ وتبحث عن ربحك وخسارتك خلالها فليس معك على نهاية الربع الأول سوى 30 يوماً فقط ، واتمنى أن تكون أرباحك أكبر مما توقعت وخططت و في نظري ثلاثين يوماً كافية لإصلاح ما أفسدناه في الشهرين السابقين والخروج بأرباح مقنعة للربع الأول .
خلال هذه الثلاثين يوما يا رفاق استجمعوا قوتكم ، واحشدوا قدراتكم وحققوا نتائج مذهلة في نهايتها ولا تيأسوا أبداً فما زال على نهاية العام الناجح-بإذن الله – 1435هـ الكثير ، لكن العبرة بما سنحققه وما خططنا له .. لن أطيل الحديث اليوم لأترك لكم الوقت لمراجعة خططكم واكمال السير في طريق أحلامكم ..
زادنا الله وإياكم توفيقاً ، وزرقكم فوق ما تأملون وأعلى مما تطلبون وجعلنا الله وإياكم مباركين أينما كنا
|