ميزان المدح
ميزان المدح
غطَّى الناسَ زمانٌ سلعته الثناء والمديح، ونشأ في نفوسهم حب ذلك؛ العلاقات مبنية على ذلك، والمصالح متبادلة لأجل ذلك، وتقديم المعروف قد رُهِن بذلك، فرحِم الله امرأً زكَّى نفسه، وعلِم ما عنده، فلم يزدْهُ ثناء الناس شيئًا ولم ينقصه ذلك، فإن مالوا إليه بالمديح لم تزهُ نفسه ولم تتكبر، وإن مالوا عليه بالنقص والعيب لم يرعْه ذلك، عرف قيمة نفسه فلم يضره السب، ولم ترفعه المدائح!
فمتى يكون ميزان الاعتدال في الأوصاف؟
إن أثنيت على امرئ اقتصدتَ، وإن تقطعت بينكما وشائج الصلة لم تسلبه الخير الذي عنده!
إذا ما وصفت امرأً لامرئ
فلا تغلُ في وصفه واقصدِ
فإنك إن تغل تغل الظنون
فيه إلى الأمد الأبعدِ
فينقص من حيث عظمته
لفضل المغيب على المشهدِ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|