قصص _توبة أبي لبابة
يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾، نزلت هذه الآية في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاريّ، وذلك أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة، فسألوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الصّلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النّضير على أن يسيروا إلى إخوانهم إلى أذرعات وأريحاء من أرض الشّام، فأبى أن يعطيهم ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فقالوا: أرسل إلينا أبا لبابة، وكان مناصحًا لهم، لأنّ عياله وماله وولده كانت عندهم، فبعثه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأتاهم فقالوا: ما ترى يا أبا لبابة؟ أتنزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه: أنّه الذّبح فلا تفعلوا، فأتاه جبرائيل (عليه السّلام) - أتى الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - فأخبره بذلك، قال أبو لبابة: فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتّى عرفت أنّي قد خنت الله ورسوله، فنزلت الآية فيه، فلمّا نزلت شدّ نفسه على سارية من سواري المسجد وقال: والله لا أذوق طعامًا ولا شرابًا حتّى أموت أو يتوب الله عليّ، فمكث سبعة أيّام لا يذوق فيها طعامًا ولا شرابًا حتّى خرّ مغشيًّا عليه، ثمّ تاب الله عليه، فقيل له: يا أبا لبابة قد تيب عليك، فقال: لا والله لا أحلّ نفسي حتّى يكون رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الّذي يحلّني فجاءه فحلَّه بيده، ثم قال أبو لبابة: إنّ من تمام توبتي أن أهجر دار قومي الّتي أصبت فيها الذّنب، وأن انخلع من مالي، فقال النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يجزئك الثّلث أن تصدّق به، وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السّلام) [229] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|