(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩

الملاحظات

۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ غيمَة الرُوح فِي رِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ".

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-07-2018
نسر الشام غير متواجد حالياً
Syria     Male
 
 عضويتي » 479
 اشراقتي ♡ » Feb 2018
 كُـنتَ هُـنا » 09-10-2019 (12:18 PM)
آبدآعاتي » 10,994
 تقييمآتي » 38364
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » أعزب 😄
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
Q54 أمراض القلوب (2)



أمراض القلوب


الحمدُ لله نحمدُه، ونستعينُه ونستهدِيه، ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله -تعالى- واحذروا أمراض القلوب بالمعاصي، فإنها شرٌّ على الأبدان والمجتمع من أمراض الأبدان، فإنَّ مرض البدن قد لا يتعدَّى صاحبه، ومكانه محدود يُمكِن محاصرته والقضاء عليه في مهده، أمَّا مرض المعاصي فإنَّه داءٌ ينتشر، وضرَرُه يتعدَّى إلى الآخَرين، وقد حذَّر الله - سبحانه وتعالى - من مَرضَى القلوب؛ يقول - سبحانه - في النُّصح لأمهات المؤمنين، أزواج نبينا - صلواتُ الله وسلامُه عليه - الطاهرات المطهَّرات: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾ [الأحزاب: 32].

وهذا النهي عامٌّ لنساء المؤمنين وتحذيرهن من أطْماع مرضى القلوب فيهنَّ، ومن المصائب العظيمة والبليَّات الجسيمة أنَّ الكثير من النساء اليوم يجرين مَرضَى القلوب عليهنَّ يما يُبدِينه من زينة، وما يُبرِزنه من مَفاتِن، وما يظهر على ألسنتهنَّ من لين حديث، وتنعُّم في خِطاب، وممَّا يجرُّ الفُسَّاق ومَرضَى القلوب عليهن.

إنَّ من المصائب ما حصل للمرأة من خُروجٍ عن حِصنها، وابتذالٍ لحشمتها، واحتكاكٍ بذِئابها، ممَّا أطمع الشاذِّين والمنحَرِفين عن الطريق القويم في النيل من عَفافها وحُرمتها.

ومن المصائب الأخرى ما أصاب الكثير من الأولياء؛ من إهمال، وعدم غيرة، ومبالاة على نسائهم ومَحارِمهم، بل ربما جرَّه هو الآخَر على نسائه، ومحارمه، بتساهُله وعدم اكتراثه وغيرته على محارمه؛ ولهذا انتشرت الرذيلة، وتلطَّخت المجتمعات، وكثُر الفساد في البلاد، وضعُفت الهمم في الكفاح والإنكار، وأصبح الحديث بالتلاوم والهمز واللمز.

عباد الله:
إنَّنا اليوم على خطَر عظيم ممَّا حلَّ بنا من أمراض القلوب بالمعاصي، وفساد الأخلاق، وضعف الغيرة، مع ما غُزِينا به من وسائل غرْس الرذيلة وهدم الفضيلة، إنَّ أعداءنا قد نجَحُوا في غزوهم في هدم الفضائل حين غفلنا وسلَّمنا للأمر الواقع، وانشِغالنا وتشاغُلنا بدُنيانا عن أمور دِيننا وأخلاقنا وشيمنا.

إنَّ المصيبة اليوم عند الكثير هي مصيبة الدنيا أنْ يُصاب الشخص بنقْص في ماله، أو ضررٍ في ممتلكاته، فهناك تَثُور ثائرته، ويسعى في سدِّ نقصه وتدارُك ما فاته.

عباد الله:
اتَّقوا الله في أنفسكم، واحذَروا عواقبَ الغفلة والإهمال، وشُرور أمراض القلوب، فإنَّكم على خطَر من عُقوباتها، احذَروا خَسارة الأخلاق، وضَياع الكرامات، وما يضرُّ بالدِّين؛ فإنَّ ذلك هو الخسارة حقيقة، فلئِن نخسر الأموال والأنفس أهون من أنْ نخسر الدِّين والأخلاق.

عباد الله:
إنَّنا في حاجةٍ إلى الانتباه والرُّجوع إلى الله، وتفقُّد الأحوال، والحِفاظ على المحارم، ومُكافحة الشرور والرذائل، ومعالجة الأمراض التي فشَتْ في مجتمعنا بعد أنْ كان مضرب المثل في الحِفاظ والكفاح، لا بُدَّ من التعاوُن على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان، وإنَّ من أخطر ما غُزِينا عن طريقه هو الشباب والنساء؛ يقول نبينا - صلواتُ الله وسلامُه عليه -: ((ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء)).

وقد فسدَتْ أخلاق كثيرٍ من الشباب والنساء، فاحذَروا عواقب ذلك؛ فقد كثُر خروج النساء من حُصونهنَّ وغُزِينَ في خُدورهن، وتعرَّض الشباب الماجن المنخلع عن كلِّ فضيلة لهنَّ، وعمَّت البليَّة.

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والخطب جسيم، والحياة زائلة، وأنتم محاسبون، ومجزيون في الآخرة، مع ما ينالكم في الدنيا من مصائب وشرور، وهتك أعراض، وفساد أسر، فما هذا التغافُل والتخاذل، والانشغال بالقشور، وضياع الأصول واللب؟


فانتبهوا يا عبادَ الله من غفلاتكم، وهبُّوا من رقداتكم، فقد آنَ لكم أنْ تفيقوا، وترجعوا إلى رشدكم، وتحافظوا على دِينكم وأخلاقكم، ومَنْ تحت أيديكم من الأهل والأولاد، وتجنبوهم مواطن الشرور، ووسائل الهدم والتدمير، فكم ضاع في ذلك من أخلاق، وكم ارتكب فيه من محارم فاتَّقوا الله، وارجعوا إليه، وحاسِبوا أنفسكم قبل أنْ تُحاسَبوا، وأصلِحُوا ما فسد، وقوِّموا ما اعوجَّ، وتعاوَنوا على الخير، وتناهوا عن الشرِّ؛ فإنَّكم في سفينة واحدة ما يصيب البعض يصيب الجميع.

حَفِظنا الله جميعًا من الشرور، وفساد الأخلاق، وجنَّبنا المعاصي والآثام، إنَّه سميع مجيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قال الله العظيم: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

بارَك الله لي ولكُم في القُرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول هذا وأستغفِرُ الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

واعلَموا أنَّ مرض القلوب من المعاصي، وهو المرض الفتَّاك في المجتمعات، وهو الداء العضال المتغلغِل بين الناس، فلا بُدَّ من العناية بعلاجه أكثر وأكثر من علاجه الحسي، ومن المأسوف له أنَّ العناية اليوم هي بالعلاج الحسي، أمَّا العلاج المعنوي فلا يَكاد يُذكَر، فكم يذكر من علاج القلب في المستشفى الفلاني، ونجاحه في البلد الفلاني، أمَّا علاجه من أمراض الشبهات والنفاق، والانحراف والشذوذ، فلا ذكر له.

إنها مصيبة أنْ نعتني بالأجسام، ونُهمِل الأرواح، ويكثر الانحراف والشذوذ، فلا يُذكَر ولا يهتمُّ به، وعندما يحصل حالةٌ لمرضٍ حسي في قلب شخْص، وإنْ كان فاسدًا عندما تنجح العمليَّة يُطَنطن بها، فاتَّقوا الله يا عبادَ الله في سُلوككم، وأمور دِينكم وتمسَّكوا بكتاب رَبِّكم.



 توقيع : نسر الشام

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمراض القلوب (3) نسر الشام ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 18 10-17-2024 11:13 AM
أمراض القلوب(1) نسر الشام ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 19 10-17-2024 11:12 AM
أمراض القلوب في الإسلام روح انثى ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 21 08-20-2024 01:55 PM
أمراض القلوب - د. خالد الجبير شيخة رواية ۩ الصّوتيات والمَرئيات الإسلامِية ۩ 18 06-29-2024 06:41 PM
إضاءات إيمانية - أمراض القلوب رُّوحي بروحهُ ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 10 05-20-2023 03:08 PM


الساعة الآن 05:09 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع