(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩

الملاحظات

۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ |يختَص بكُل ما يَتعلق بالأنبيَاء عليهِم الصّلاة والسّلام ونُصرتهم .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-18-2022
♡ Šąɱąя ♡ غير متواجد حالياً
Iraq     Female
 
 عضويتي » 819
 اشراقتي ♡ » Sep 2018
 كُـنتَ هُـنا » 07-12-2023 (06:03 PM)
آبدآعاتي » 107,602
 تقييمآتي » 305
 حاليآ في » العراق ..بغداد
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » 25سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجة 😉
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي الثبات .. معجزته صلى الله عليه وسلم





على كثرة ما كتب المفكرون عن النواحي الإعجازية في شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - تبقى سيرته نهرًا مغداقًا، يغترف منه يراع صاحب كل فكر؛ ليخرج منه برؤيةٍ جديدة، وزاوية يرى منها ملمحًا إعجازيًّا بشريًّا ونبويًّا يلفت الأنظار، ويدهش العقول.

ومع كثيرٍ ممن تناولوا معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرحمة والأخلاق وغيرهما، يقف الثبات شاهدًا آخر على هذا الإعجاز، حين يرصده خالد محمد خالد فيقول[1]: (ومع الصدق، تجيء معجزة أخرى من المعجزات الأصيلة والخليقة بالتقدير، متمثلة في هذا القدر الباهر من الثبات والمثابرة: ثبات الرسول وثبات أصحابه العُزل والمستضعفين.

كان ثبات سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وكان إصراره ومُثابرته، ثم من بعد ذلك كله أو معه، كانت تضحياته المتألقة، والمتفوقة، تصنع وتصوغ وتكتب تاريخًا جديدًا لشرف الإنسان، وشرف الإيمان، ولقد يبلغ رجل ما من الرجال أعلى وأسمى آفاق الثبات والتضحية والمُثابرة، نتيجة احتوائه على قدرات عقلية ونفسية هائلة، أما أن ينتقل نفس القدر من التضحية والثبات والمثابرة إلى الآخرين الذين لا يمتلكون مثل قُدرات نفسه وعقله وروحه، والذين لا يدفعهم من دوافع الدنيا وطموحاتها أي دافع، والذين يرسلون خواطرهم نحو المجهول، فلا يجدون على جانبيه إلا أخطارًا مُحدقة، وشدائد مبرحة، ومِحَنًا تزحم الطريق الطويل، أقول: أما أن يحدث، فالأمر إذًا أمر إعجاز فريد، بقدر ما هو مجيد، أقول: أمَّا يتصدر صفوف المبكرين بالإسلام ثُلةٌ من صفوة قريش وحكمائها، معرضين شرفهم الرفيع وجاهَهم العريض، وزعامتهم، ومكانتهم لإسفاف المشركين وسفالاتهم، وكيدهم الأحمق، وأذاهم المسعور، دون أن يكون هناك مغانم ينتظرونها، وأماني يترقبون مجيئها، واثقين - لا غير - بكلمة واحدة واعدة همس بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في آذانهم: الجنَّة!! فهذا إعجاز آخر، ولن يكون الأخير!!".

وهذا الثبات هو ما يعول عليه أبو عبدالرحمن سلطان عليّ[2]، فيثبت أن إعجاز الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان في كماله الأخلاقي الذي بلغ ذِروته في توازنه الأخلاقي - صلى الله عليه وسلم - فيقول: (بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذروة الكمال الإنساني في سائر أخلاقه وخصاله، وفي جميع جوانب حياته، وهو وجهٌ آخر من وجوه إعجازه الأخلاقي، أما أهم ما يميز كماله - صلى الله عليه وسلم - فهو التوازن في أخلاقه، فهو رحيم دون ضَعف، متواضع بغير ذِلة، محاربٌ لا يغدر، سياسيٌّ لا يكذب، يستخدم الحيلة في الحرب، ولكن لا ينقض العهود والمواثيق، آمن خصومه بصدقه وأمانته، يجمع بين التوكل والتدبير، وبين العبادة والعمل، وبين الرحمة والحرب).

والمقصود أن صفات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخصائصه تعمل ضمن منظومة متناسقة متناغمة، تتشابك جميعها لتأدية أغراضها، فلا تتوسع صفة أو تقوى على حساب أخرى، ولا تعمل إحداها ضد الصفة التي تقابلها، ووجه العظمة يتجلى من خلال الموازنة مع الناجحين في الحياة؛ كالمشاهير والأبطال، والحكماء والمصلحين، على سائر الأزمان واختلاف المكان؛ حيث يقتصر نجاحهم ونبوغهم على مجالاتٍ وميادين معينة، فهذا في السياسة، وذاك في الأدب، والآخر في الرياضة مثلاً، ولكنهم يفشلون في غيرها، وقد تكون أكثر أهمية منها، وقد تجد الرئيس الناجح في إدارة شؤون دولته المترامية الأطراف غير أنه فاشل في إدارة بيته مثلاً.

ومظهرٌ آخر للتوازن هو ثبات أخلاقه، فرسول الله محمد هو نفسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رضاه وغضبه، وفي سلمه وحربه، وفي عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، وفي بيته وسوقه ومسجده، مع أزواجه وأولاده، ومع أصحابه، وفي جميع أحواله وشؤونه، وهذا الثبات قليلٌ في الناس أو نادر، فترى الشخص في رضاه فإذا ما غضب صار شخصًا آخر كأنه ليس هو، وترى الشخص ضحَّاكًا بسَّامًا بين زملائه، فإذا دخل بيته عبس وبسر، وتتعرف على الرجل في الحضر، فتراه في وجه، ويجمعك به السفر، فيسفر لك عن وجه آخر، وترى زعيمًا ما يفيض في السلم رقة وحنانًا، فإذا ما اشتعلت الحرب تحوَّل إلى وحشٍ فاتك! وترى السخي الجوَاد في الرخاء، فإذا أصابته شدة ضنَّ بماله، وأمسك عن الإنفاق، أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان سخيًّا نديًّا في سائر أحواله، وكان رحيمًا في سائر أحواله، وعلى ذلك فقسْ بقية الشمائل المحمدية، وسيرته - صلى الله عليه وسلم - غنية بالأمثلة والشواهد التي تدلُّ على توازنه الخلقي.

إن الثبات الأخلاقي للرسول - صلى الله عليه وسلم - معجزة؛ لأنه فرعٌ من الثبات العام في شخص الرسول النبي القائد، والذي به استطاع أن يؤثر في كل من تبِع الرسالة الخاتمة، وأخلص في السير على نهجها، وتتبدى أهمية الثبات من خلال تلك النقاط[3]:
أ- الثبات دلالة سلامة المنهج وداعية إلى الثقة.

ب- الثبات مرآة لشخصية المرء ومطمئن لمن حوله.

ج- الثبات ضريبة الطريق إلى المجد والرفعة في الدنيا والآخرة.

د- الثبات طريقٌ لتحقيق الأهداف.

فمن ثبات القائد تتعلم الرعية الثبات، وقد ظهر ذلك جليًّا في حياة النواة الأولى من المسلمين بمكة حين تَحَالَفَتْ قُرَيْش ٍوَكِنَانَةَ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي عَبْدِالْمُطَّلِبِ، أَوْ بَنِي الْمُطَّلِبِ أَلا يُنَاكِحُوهُمْ وَلَا يُبَايِعُوهُمْ؛ حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم.


ورغم كل هذه الضغوط، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يربي المسلمين في الحصار على ضرورة الثبات، ويقودهم لدعوة الوافدين في مواسم الحج مؤكدًا تربيته لأصحابه على ضرورة استمرار الدعوة مهما ضاقت الظروف، وقلَّت الموارد[4].


نعم، لقد كان الحصار وسيلة الضغط على المسلمين بقيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلى المتعاطفين معهم كانت مؤلمة، إلا أن الثبات والصبر على المبدأ وقوة إيمان المسلمين، ثبَّتهم أمام هذه المقاطعة العامة[5].


ويشهد على ثباته - صلى الله عليه وسلم - رفضه لما عرضه عليه رؤساء قريش ذات يوم عند ظهر الكعبة، وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، ورجلٌ من بني عبد الدار، وأبو البختري أخو بني أسد، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام، وعبدالله بن أبي أُمية، وأُمية بن خلف، والعاص بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميين، فقالوا: "يا محمد، إنا قد بعثنا إليك لنُكلمك، وأنا والله ما نعلم رجلاً من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمـت الآباء وعبت الدين، وشتمت الآلهة، وسفَّهت الأحلام، وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالاً، جمعنا لك من أموالنا؛ حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا، فنحننُسَوِّدُكعلينا، وإن كنت تريد به مُلكًا، ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه قد غلب عليك - وكانوا يسمون التابع من الجن رئيًا - فربما كان ذلك، بذلنا لك أموالنا في طلب الطب لك؛ حتى نُبرئك منه أو نعذر فيك، فقال لهم - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بِي مَا تَقُولُونَ مَا جِئْتُكُمْ بِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ أَطْلُب أَمْوَالكُمْ وَلَا الشَّرَف فِيكُمْ وَلَا الْمُلْك عَلَيْكُمْ وَلَكِنَّ اللَّه بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ رَسُولًا وَأَنْزَلَ عَلَيَّ كِتَابًا وَأَمَرَنِي أَنْ أَكُون لَكُمْ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَبَلَّغْتُكُمْ رِسَالَات رَبِّي وَنَصَحْت لَكُمْ فَإِنْ تَقْبَلُوا مِنِّي مَا جِئْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ حَظّكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَإِنْ تَرُدُّوهُ عَلَيَّ أَصْبِر لِأَمْرِ اللَّه حَتَّى يَحْكُم اللَّه بَيْنِي وَبَيْنكُمْ"، أو كما قال - صلى الله عليه وسلم.

وقد سبقت تلك المحاولة الفاشلة محاولات أخرى من سلسلة الإغراءات والعذابات التي لقِيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا غير محاولة أبي جهل قتله وهو ساجد يصلي، ولم يَفُتَّ في عَضُده.

يقول أبو الحسن الندوي[6] معلقًا على عروض أهل الشرك السخية: "... أما قالوا له على لسان عتبة وهم ما عرفوا الإغراء السياسي: إن كنت إنما بك الرياسة، عقدنا ألويتنا لك، فكنت رأسًا ما بقيت".

نعم، هم لم يعرفوا الإغراء السياسي، ولكن عرفوا ضعف النفس البشرية ومطامعها، فحدثوه باللغة التي يجيدون التعامل بها كتجار في بلد حرفته المساومات والمزايدات التجارية، حدثوه عن أمرين يعرفون تمامًا من خلال معرفتهم بإنسان الحضارات السابقة المجاورة لهم، وإنسان البلدان التي يسافرون إليها صيفًا وشتاءً، أنه يُقاتل ويُقْتل من أجلهما، ألا وهما: المال والسيادة، تتحارب حولهما الدنيا، فكانت الثورات، والانقلابات والاغتيالات، والدسائس، والفتن، والمؤامرات، من قديم الأزل وحتى الآن، إلا عند المال والسيادة؛ أي: السلطة هو الإنسان كما هو لم يتغير، منذ العصر البدائي حتى عصر التكنولوجيا، وثورة المعلومات، وحـرب النجوم، وأسلحة الدمار الشامل.

المال والمنصب؛ أي: الغني والسلطة "السيادة"، سلاحان لهما بريق السحر يَخطَفان العقول والعيون، ويحركان لعاب المطامع في الحلوق، ويُنسيان طالبهما أجَلَّ المبادئ والقيم، حتى إنه ليؤثر السلامة عائدًا إلى بيته؛ ليلتحف بالخـز والدمقس، وكافة الأزياء اليمانية والشامية، شأنه في هذا شأن أصحاب الزوابع السياسية التي تموت في مهدها بعد التفاوض على المكاسب الشخصية؛ أي: بعد أن استأنس أصحاب الثروات أصحاب الثورات.

قد كان المتصور من باب الحكمة والسياسة الشرعية أن يقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم الزعامة والملك، ثم يتخذها وسيلة إلى تحقيق دعوة الإسلام فيما بعد، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرض مثل هذه السياسة والوسيلة إلى دعوته؛ لأن ذلك ينافي مبادئ الدعوة نفسها ومبادئه أيضًا - صلى الله عليه وسلم.

يقول المستشرق الإيطالي ميخائيل إيماري[7]: "وحسب محمد ثناءً عليه أنه لم يساوم، ولم يقبل المساومة لحظةً واحدة في موضوع رسالته على كثرة فنون المساومة واشتداد المحن، عقيدةً راسخة، وثبات لا يُقاس بنظير، وهمَّة تركت العرب مدينين لمحمد بن عبدالله؛ إذ تركهم أمة لها شأنها تحت الشمس في تاريخ البشر".

لقد عاش - صلى الله عليه وسلم - المحاولات القرشية كلها وبنوعيها؛ سواء الأذى والاضطهاد والاتهام، والغمز بالقول والتمادي لمحاولة إيذاءه بدنيًّا، أدناها قومتهم عليه قومة رجل واحد، وأعلاها التخطيط لقتله أكثـر من مـرة وهو الأب والزوج، ولديه بناته يخاف عليهنَّ إن مسه أذًى، فلمن سيتركهن؟ والدعوة في مهدها، وأمامه محاولات إغرائه بالمال والسيادة، وتأمين أسرته ماديًّا ومعنويًّا في سبيل دعوة يعلم أنه سيعاني أشد العناء لتعلو كلمة الله في مكة وما حولها.

جن جنون قريش بعد أن صدمها ثباته - صلى الله عليه وسلم - فلم تَلِن عزيمته، ولم تَضعُف قوته، ولم يستسلم!

يقول توفيق الحكيم[8]: "فوسيلة النبي الأولى وخطوته التي نزل بها الميدان، هى إقناع ذلك الخصم الصاخب من الخلق أنه مجرد عن الغايات الدنيوية، وهنا كانت قوته، فإن أمضى سلاح في يد رجل يريد أن يقارع البشر، هو أن يواجه البشر بيدٍ خاليةٍ من مطامع البشر".

وهذا سر قوته - صلى الله عليه وسلم - وسر إعجازه كذلك، أن يشعر قارئ سيرته - صلى الله عليه وسلم - أنه أمام قوة وجبروت قريش كان دائمًا هو الأقوى، بل من سر إعجازه - صلى الله عليه وسلم - في هذا الموقف هو ما يرصده غير المسلم، فيلفته إلى حقيقة وعظمة هذا الرسول، فيكون سببًا في هدايته وعودته إلى الحق، فيقول الدكتور م. ج. دراني[9] عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - معجبًا ومشدوهًا: "لم يتزحزح شعرة عن موقفه، وكان صامدًا، رابط الجأش، صلبًا في أهدافه وموقفه، عرض عليه قومه أن ينصبوه ملكًا عليهم وأن يضعوا عند قدميه كل ثروات البلاد إذا كف عن الدعوة إلى دينه ونشر رسالته، فرفض هذه الإغراءات كلها اختار بدلاً من ذلك أن يعاني من أجل دعوته، لماذا؟ لماذا لم يكترث أبدًا للثروات والجاه والملك، والمجد والراحة والدعة والرخاء؟ لا بد أن يفكر المرء في ذلك بعمق شديد إذا أراد أن يصل إلى جواب عليه".

وتشهد "حُنَيْن" ثباته - صلى الله عليه وسلم - حين سبق إلى موقع النزال مالك بن عوف، وكمن بجيشه لجيش المسلمين في الشعاب والمداخل؛ لينقضوا عليهم في مفاجأة روعت جحافل المسلمين الذين أقفلوا راجعين، وكادت هذه المعركة تشهد نهاية الإسلام والمسلمين، لولا أن ثبتَ لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين انحاز جهة اليمين وهو يقول‏:‏ "هَلُمُّوا إليَّ أيها الناس، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبدالله‏"، ولم يبقَ معه في موقفه إلا عدد قليل من المهاجرين والأنصار، ثم بدأ يركض بغلته مقبلاً على الكفار وهو يصيح قائلاً‏:‏ "‏أنــا النبي لا كَذِب، أنا ابن عبدالمطلب".

لتدور الدائرة على مَن ظن أن النصر حليفهم، وأن البحر نهاية هزيمة المسلمين، وما كان‏ ذلك كذلك إلا بفضل ثباته - صلى الله عليه وسلم - وحده، ووقوفه أمام جيش الكفار وحده.

ولعل من هذا الثبات يتعلم المسلم سر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَلِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ"[10].



والذي كان يقوله في صلاته[11]، وأوصى به أصحابه ومنهم شداد الذي خاطبه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "يَا شَدَّادُ بْنَ أَوْسٍ،إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدِ اكْتَنَزُوا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فَاكْنِزْ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ".

هذا هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي جمع زبدة الفضائل الإنسانية، واستجمع جميع مؤهلات قيادة البشـرية، الآية في صفاته النادرة، النموذج الكامل للفضيلة والخير، رمز الصدق والإخلاص.

ولن يسعَ من يدرس حياته ورسالته - صلى الله عليه وسلم - من أهل الفكر من شتى الأجناس، وعلى اختلاف المشارب - دون تحيُّز - إلا أن يشهد أنه حقًّا رسول من عند الله، وأن القرآن الذي جاء به للناس هو كتاب الله حقًّا، بل إنه - صلى الله عليه وسلم - أعظم شخصية عرفتها البشـرية، فحياته وأفكاره وصدقه واستقامته، وتقواه وجُوده، وعقيدته ومنجزاته - صلى الله عليه وسلم - تقف براهين فريدة على أنه بحق معجزةٌ؛ في نبوته، في أبوته، في قيادته، في رحمته، في عزمه، في ثباته - صلى الله عليه وسلم.











 توقيع : ♡ Šąɱąя ♡

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : ♡ Šąɱąя ♡


رد مع اقتباس
قديم 06-18-2022   #2



 
 عضويتي » 33
 اشراقتي ♡ » Jun 2017
 كُـنتَ هُـنا » منذ 10 ساعات (03:14 AM)
آبدآعاتي » 876,635
 تقييمآتي » 390468
 حاليآ في » العراق / الانبار / القائم / العبيدي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الرياضة♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج 😉
تم شكري »  1,421
شكرت » 103
 التقييم » мя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond reputeмя Зάмояч has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 8
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
мч ѕмѕ ~
 
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
وسآم - ♥ |المَحبْة .  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |- العيد 1446 -♥  


/ قيمة النقطة: 0

وسام || مسابقةَ زُلفىَ .  


/ قيمة النقطة: 0

وسام || من اعز الناس استلمنا الكأس .  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم -  |- السنوية التاسعه رواية عشق  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |سُور مِن وَردْ.  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |نقش السماء  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |ينَابيِع العَطآء.  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |فعالية سؤال وجواب-♥  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |فعالية حزر فزر| المشاركين.  


/ قيمة النقطة: 0

  مجموع الأوسمة: 27

 

мя Зάмояч غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك


 توقيع : мя Зάмояч

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-18-2022   #3



 
 عضويتي » 10
 اشراقتي ♡ » May 2017
 كُـنتَ هُـنا » 09-02-2022 (01:40 AM)
آبدآعاتي » 143,730
 تقييمآتي » 100548
 حاليآ في » في قلب الغالي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الفني♡
آلعمر  » 32سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطة ♡
تم شكري »  0
شكرت » 0
 التقييم » ♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute♥мs.мooη♥ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 

♥мs.мooη♥ غير متواجد حالياً

افتراضي



سلمت يمينك
ولك احترامي وتقديري


 توقيع : ♥мs.мooη♥

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-18-2022   #4



 
 عضويتي » 2070
 اشراقتي ♡ » May 2022
 كُـنتَ هُـنا » 08-20-2024 (07:39 PM)
آبدآعاتي » 119,653
 تقييمآتي » 67841
 حاليآ في » العراق - بغداد
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »  male
 حالتي الآن » رايق
آلقسم آلمفضل  » العآم♡
آلعمر  » 27سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » أعزب 😄
تم شكري »  0
شكرت » 0
 التقييم » الحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond reputeالحقوقي فيصل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 

الحقوقي فيصل غير متواجد حالياً

افتراضي



بميزان حسناتك يارب


الله يعطيك الف عافية



تحيــــــــــاتي


 توقيع : الحقوقي فيصل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-19-2022   #5



 
 عضويتي » 952
 اشراقتي ♡ » Nov 2018
 كُـنتَ هُـنا » 12-18-2022 (10:14 PM)
آبدآعاتي » 608,967
 تقييمآتي » 375150
 حاليآ في » القاهره
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الأدبي♡
آلعمر  » 34سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » 💔
تم شكري »  0
شكرت » 0
 التقييم » خالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond reputeخالد الشاعر has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
мч ѕмѕ ~
https://www.khlgy.com/do.php?img=119513
 

خالد الشاعر غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ


 توقيع : خالد الشاعر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-19-2022   #6



 
 عضويتي » 8
 اشراقتي ♡ » May 2017
 كُـنتَ هُـنا » منذ دقيقة واحدة (02:11 PM)
آبدآعاتي » 12,457,488
 تقييمآتي » 2509149
 حاليآ في » ☆ط¨ط¹ط§ظ„ظ… ط§ظ„طط¨ ظٹط§ طط¨ ❤️ ☆
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء 😄
تم شكري »  1,740
شكرت » 1,702
 التقييم » Şøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 8
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
وسآم - ♥ |المَحبْة .  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |- العيد 1446 -♥  


/ قيمة النقطة: 0

وسام || مسابقةَ زُلفىَ .  


/ قيمة النقطة: 0

وسام || من اعز الناس استلمنا الكأس .  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |  سكره  مليونيه الثاني عشر  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم -  |- السنوية التاسعه رواية عشق  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |  مشتركين  فعاليه روقان  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ |سُور مِن وَردْ.  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ | حُسنها فاق الموسيقى  


/ قيمة النقطة: 0

وسآم - ♥ | إلوان السعادة  


/ قيمة النقطة: 0

  مجموع الأوسمة: 56

 

Şøķåŕą متواجد حالياً

افتراضي



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .


 توقيع : Şøķåŕą

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : Şøķåŕą



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
.., معجزته, الله, الثبات, صلى, عليه, وسلم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حق النبي صلى الله عليه وسلم : لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أبو علياء ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 42 10-15-2024 02:36 PM
الوفاء.. معجزته صلى الله عليه وسلم نور القمر ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 22 09-23-2024 01:03 PM
الصحابة .. معجزته صلى الله عليه وسلم لَـحًـــنِ ♫ ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 16 09-16-2024 08:21 PM
الأمية .. معجزته صلى الله عليه وسلم دره العشق ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 28 08-14-2022 08:16 AM


الساعة الآن 02:11 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع