(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-19-2022
نور القمر غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 751
 اشراقتي ♡ » Jul 2018
 كُـنتَ هُـنا » منذ 3 ساعات (12:38 AM)
آبدآعاتي » 13,390,449
 تقييمآتي » 2557085
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه k.s.a
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » 29سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » 😍
تم شكري »  1,662
شكرت » 2,111
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي ليكون لها شمعة..! (قصة قصيرة)



أغمَضت عَينيْها مُحاوِلةً الاسترخاء، فقد كانَ يَومها - بَل يوم العالَم بأسْره - مُختلفاً..!

أرهقتْها صورُ القتلى والجَرحى والدَّمار التي ما فتِئت تُشاهدها مُنذ الصَّباح، وآلمَها هَوانُ الدّمِ المُسلم، فبَكت، وصَدى بُكائها: "لَزَوَال الدُّنْيَا أَهوَنُ على اللهِ من قَتْلِ مُسلمٍ..!".

أغمَضت عينيها بهدوءٍ، وغَفَتْ، فكم هي بحاجَةٍ إلى ساعةِ نومٍ - فقط ساعَة - لتستيقظ بَعدها وتلزم مُصلاَّها.

في هَدْأَةِ الليل وسُكونِه انسلَّت مِن سَريرها، ومَشت بتؤدَةٍ تتفقد أهلَ بَيتها، وهي تدعو الله أن يَحفظهم بحفظِهِ، ويَكلأهم برعايتِهِ، ثمَّ توضَّأت وجَلست بين يَدَيِ الله تستغفره وتسبِّحه وتناجيه...

تتفكّر في كلِّ ما مرّ عليها في يومِها، تبحَثُ عن مَخرجٍ وسط كلّ هذه المَتاهات، يُعييها التفكير فتستقبل القِبلة وتكبّر ثم تشرع بالصّلاة:
تركع، تسجد، ويطول سجودُها..!

{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [سورة الجمعة: 8].
أرعَبتها هذه الآية كما أرعَبتها صوَرُ المَوت المُبعثرة هنا وهناك، ردَّدتها كثيرًا كمن يريدُ حفظ شيء في ذاكرتِهِ فلا يَبرَحه، وترسيخ معنًى في نفسِهِ فلا يُفارقه!

تذكّرتْ تلك الليلة..!

ليلة أطفأتْ صَديقتها صَفاءُ - التي تشاركها الغرفةَ في السَّكن الجامِعي - الأنوارَ ولفّت نفسَها بلِحافها، متخيّلةً نفسَها داخل قبرِها وقد فارَقها الأهلُ والأصحاب!

كانت تريد لذلك القلب الثاوي بين الضلوع أن يرقَّ بذكر هَاذِمِ الَّلذَّاتِ، ولهذه الرُّوح الأسيرَة أن تحلّق في سَماواتِ العُبوديَّة الحقّة...

"كم من الوقتِ مرّ - يا صفاء - على ذلك الموقف؟!

سِنِينٌ وسِنينٌ، وها هُوَ يَحضر أمامي الليلة كأنَّه الأمس القريب!".

تحدّثها نفسها بخوض ذاتِ التَّجربَة إلاّ أنّها تخشى أن يَستيقظ أحدٌ مِن أهلِ البيتِ فيفزَع إذا رآها على تلكَ الحالة.

ابتسمَت لذلك الخاطر الذي زارها...

"سأفعلُ كما تفعل صَغيرتي وأختبئ في خِزانة مَلابسي...
سأضُمُّ بَعضي إلى بَعضي ليسَعني المَكان، مُستشعرةً حال مَن يَجلسون في الظلام، لا يَملكون سِوى شمْعَةٍ، وأولئك الذين يَرقدون تحتَ الرُّكام وهُم أحياءٌ، حيث لا ماء ولا نسْمَة هواء".

أطفأتْ أنوارَ الغرفة، وجَلبَت هاتفها النَّقال ليكونَ لها شَمْعَة، ثمَّ اندسَّت في خزانة مَلابِسها وأحكمت إغلاقها...
ظلامٌ دامِسٌ، مَكانٌ ضيّقٌ، والهواء النَّقي كادَ أن يَنفدَ!

رُحماكَ يا الله!
رُحماكَ يا الله!
رُحماكَ يا الله!

سَطعَ النور فجأةً، ويَدٌ قاسِيَةٌ اقتلعَتها مِن مَكانها ثمَّ هَوَتْ بها إلى الأرض، ودويُّ صوتِه أصَمَّ المَدى:
- ماذا تفعلين هُنا؟!..
معَ مَن تتحدّثين في هذه السَّاعَة المُتأخرة مِن اللّيل يا...؟!!





 توقيع : نور القمر


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
(قصة, أيكون, لها, شمعة..!, قصيرة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هناك شخص يسرقك ليكون نبض القلب سمارا ⁂ غَرائـب وعجَائـب الصُّور ⁂ 34 01-04-2025 08:24 PM
أيكون هو؟ نسر الشام ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 23 11-29-2024 12:30 PM
توقد شمعة وتُطفئ شمعة لكن يبقى هُناك ضوءاً فيّ ✦ هدِير الوَرق العَام ✦ 26 07-06-2024 03:00 PM
أيكون قتلي في هواك جزائي روح انثى ♬ خوَاطـر الكَلمـة ♬ 15 07-05-2024 12:15 AM


الساعة الآن 04:33 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع