قـنــاعـة
القناعة هي ضد الطمع والجشع .
والإنسان الذي يملك هذه الصفة يسمى قنوع .
ونجد أن تلك النوعية من البشر الذي يتحلون بالقناعة . يتمتعون بنفوس طيبة
راقية رقيقة لما لتلك الصفة من تهذيب للنفس بالرضى بما قسم الله له بكل أمور حياته
من رزق وأسرة وعمل فلا ينظر لما بين أيدي الآخرين فيحسدهم أو يغبطهم .
وهذا يجعله مرتاح مطمئن بما بين يديه . فينام مرتاح القلب والفكر وإذا نهض نهض حامدا
شاكرا أنعم الله عليه .
وأما ذلك الشخص الذي يتصف بالجشع والطمع فهو عكس القنوع بمئة وثمانون درجة
فهو دائما مشغول البال لما بين يديه يهزه الخوف من أن يفقده . بل لا يريده أن ينقص
ويبحث عن زيادته بكل السبل . يحسد حتى الفقير على فقره من شدة نهم نفسه
وإذا جنى الليل تجد قلبه وفكره تكاد أن تطير من جسده من كثرة إشغالها بالدنيا وكيف
يدير يومه بالغد ليجمع المزيد . غير راضي وناقم حتى على إسرته إن هم طلبوا المال
أو تبضعوا بما يراه هو تبذير من ماله الذي جمعه بعرق جبينه كما يدعي ويصور لهم
وحين ينهض ينض ونفسه تحدثه لا بذكر الله بل بما نقص منه بالأمس أو زاد . مثل هذا
الجشع نفسه لا تشبع بل وتشغله بطلب المزيد دوما .
ويقال بالمثل ( القناعة كنز لا يفنى )
نعم هو كنز للنفس بالرضى وكنز للقلب بالسعادة وكنز للعقل بالراحة من كثر التفكير
بما بين يدي الآخرين . وكنز تضيف لإسرته الحب له حتى لو كان لا يستطيع في بعض
الأحيان توفير ما يحتاجونه من مستلزمات ولكنهم يحبونه لبشاشته ومرحه وجلسته معهم .
جعلنا وإياكم ممن يتصفون بالقناعة آمين
وفقكم الله لكل خير
(ســرآب ) لم تكوني صديقة وحسب بل انتِ شيئ اكبر من ذلك انتِ كـ اخت ..وربما اعمق من ذلك اللهم احفظ قلبها لايمسه الحزن ..