ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض
"ملاحظات تهم كتاب ""القرآن والنساء..قراءة للتحرر"لأسماء المرابط
بعد البلاء الحسن الذي يسره الله على يد ثلة من العلماء الأفذاذ منذ فجر النهضة الحديثة، في مقارعة التحديات الواقعية، وشبهات الفكر الوافد على ديار المسلمين، انكمش إلى حد كبير التيار المهاجم للأصول والثوابت والمنطلق من أرضية الآخر المختلف عنا في الاعتقاد والتصور، وخنس صوت الرفض للإسلام والتبشير بالانغماس في حضارة الغرب بحلوها ومرها خيرها وشرها، وانبعث تيار يسميه البعض ب"الطريق الثالث" يسلم بالإطار العام للدين وبمرجعيَّة الإسلام، ولا يخفي حمله لمشروع "حداثي" يريد البحث له عن موطئ قدم في بنية المذهبية الإسلامية ويعمل جاهدا لتأصيله واستنباته في التربة المحلية.
ورغم أن الظاهر يوحي بالتقدُّم على مستوى المكاسب في التدافع الحضاري لصالح المذهبيَّة الإسلاميَّة، حيث انتقلت المعركة والجدال والنقاش داخل أسوار منظومتنا الفكرية والمذهبية، فإنه لا تجوز الغفلة عن مكامن خطورة هذا الوضع الجديد القديم، من جهة الانسياب السلس والمتدرج لعدد من الأفكار المناقضة للأصول، والتي قد تأتي على البنيان من أساسه.وتجارب الأمة أثبتت قدرتها على الانتصار أكثر في المعارك الواضحة الجلية، بينما المعارك الملتبسة - والتي قد يلبس أصحابها لباس الدين والتقوى وظاهر الغيرة على مشروع الأمة- تخلف جراحات عميقة وتستغرق مددًا طويلة لمعالجة أدوائها.
وقد انتابني شيء من هذا الشعور وأنا أتصفح كتاب "القرآن والنساء..قراءة للتحرر" لصاحبته أسماء المرابط، ورأيت فيه بوضوح منهج "اعتقد ثم استدل" فالمرأة متشبعة حتى النخاع بـ "النزعة النسوانية" وتريد بإخلاص تأصيلها وتبيئتها في البيئة الإسلامية، راسمة لنفسها خطًّا ثالثا، لا هو بالتيار النسواني العلماني ولا هو بالتيار الإسلامي التقليدي العام بحسب وصفها، إنها بحق تريد الإسلام ولكنه "الإسلام بالمؤنث" كما جاء في بعض عناوين كتبها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|