كفاك تقلباً
فراغٌ داهم ، تَيْهٌ وحَيْرَةٌ وتقلُّبُ ..
ما هو ذاك ؟! أعليّ العودة إلى ما كنت أفعله ؟ أم أتوبُ وأنتهيَ من كل ذلك ؟
آهٍ لروحٍ تئن وتتوق لذكر ربها الكريم .. ربما آن الأوان لأترك ما بيديّ ، وأعودَ إلى مولاي !
أمسكت بمصحفي .. يا له من شعور غريب .. لم أفقه شيئاً من هكذا شعور !
بدأت أتلو شيئاً من آيات الله .. لكن لم أستطع تأمّل معانيها ، إذن ما هي تلك الرغبة ؟!
سأواصل .. سأستمر ..
والآن .. بدأت أستوعب بعض المعاني القرآنية .. لكني بدأت أتثاءب !
لا بأس .. سأستعيذ بالله وأتمّ قراءة السورة ..
ها قد أصبحت أكثر وعياً لما أقرأ .. وأتأمل قليلاً ..
آهٍ لنفسيَ ثم آه .. أين أنا من هذه الآيات ؟! أين أنا من هذي المعاني السامية ؟!
ترى أيّ الفريقين سأكون ؟ أم هل سأكون بينهما ؟ وأيّ موقف سأكون عليه يوم الحساب ؟
أرغب بالبكاء .. لكن لا أثر لقطرة دمعٍ حتى ! وقبيل ساعاتٍ فقط ذرفت مقلتاي لمشهدٍ تمثيليٍّ صغير ..
يا لبؤس حالي ..! واعجباه ..! أين ذهب ذاك الشعور المؤلم ؟ أين ذهبت تلك الرغبة ؟!
أبت نفسيَ إلا البكاء .. نعم سأتباكى فهذا ما يجب .. لكن لا شيء .. نعم لا شيء !
ربما كانت مجرد رغبة .. إذاً سأبقى كما أنا ، وانتهى بي الحال بمتابعة التلاوةِ كما أنا ..
فجأة .. بدأ شيئاً ما يدبّ في قلبي ..
مجدداً .. ما هو ذاك الشعور ؟ سويعاتٌ وبدأت أشعر بحُرقة في وجنتيَ ..!
آه .. إنها مقلتاي .. إنهما تذرفان الدمع حقاً ..! هل أنا أبكي صدقاً ؟
لكن لِمَ ؟ وقبل ساعةٍ فقط لم أستطع ؟! لِمَ كانت تلك الشهقة ؟! وكأنني بكيت لساعات ..
بينما لم تكن سوى دقائق قليلة ! شعرتُ وكأن شيئاً من الفراغ قد حُلّ من روحي ..
أهي خشية ؟! أم خوف ؟! أم تذلّل ؟!
لكنها لم تطُل ، وها أنذا قد عدت لما كنت عليه ما أن مُسِحَت تلك الدموع !عدتُ للتلاوة بقلبٍ خاوِ ..
ومن ثم آيةٌ أخرى .. مجددًا .. بدأ القلب يحنّ لخالقه ..لكن هذه المرة دون دموعٍ تُذرف !
وما هي إلا دقائق وأعود كما كنت .. وهكذا ..
إنني حقاً أتذبذب .. بين هذا وبين ذاك ، بين دنيايَ وبين آخرتي ..أرغب بالعودة لطريق السلام ..
لكن سُرعان ما تعود بيَ نفسي إلى الوراء .. فإلى متى ؟؟ متى سأنتهي ؟!
ويحكَ قلبيَ ما أمرضك ! فلستَ بميْتٍ ولا سليم !
كفى بربكَ ذنوباً ! كفى بُعدًا عن خالقك ! فالجأ إلى مولاكَ وعُد إليه ..
لتُذيب ما ران عليك .. قبل أن تموت ..!