الأخوة في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحم

الأخوة في الإسلام

مقدمة
الأخوة نعمة إلهية ومنة ربانية.. قال تعالي :
" وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا "
103 أل عمران

وهي نعمة تستحق الذكر حتي تحفظ فلا تنسي.
كما تستحق شكر المنعم سبحانه وتعالي برعايتها والقيام بحقوقها
فهي تشريف وتكليف.

قال القرطبي رحمه الله : " أمر تعالي بتذكر نعمه وأعظمها الإسلام
واتباع نبيه عليه الصلاة والسلام.
فإن به زالت العداوة والفرقة وكانت المحبة والألفة."

وكان للسلف الصالح الحظ الأوفر في شكر هذه النعمة وتذكرها, مما حفظ وحدتهم وأدام ألفتهم حيث كان معناها حاضرا في قلوبهم علي الدوام .

فقد ذكر أن رجلا قال لإبن مسعود رضي الله عنه
كيف أصبحتم ؟
قال : "أصبحنا بنعمة الله إخوانا"

ومما سهل عليهم تذكر ورعاية هذه النعمة أربعة أسباب :

1- أنها كانت لوجه الله تعالي.. بريئة من حظوظ النفس
2- لم تكن عندهم وجاهة إجتماعية ولا مظهر للمجاملات
بل كانت شرعا محكما وذلك تطبيق للأمر النبوي في قوله صلي الله عليه وسلم
" كونوا عباد الله إخوانا "
3- لم تكن متكلفة بل علي السجية ..وكان الباعث عليها قلوب إمتلأت بالإيمان
4- أنها كانت في الرخاء قبل الشدة.. وهذا ما ميز أخوة السلف الصالح

قال أبو العتاهية :
اقضي الحوائج مااستطعت.......... وكن لهم أخيك فارج
فلخير أيام الفتي .......... يوم قضي فيه الحوائج

الأخوة في الإسلام

يقول علي بن الحسين رضي الله عنهما : " إني لأستحي من الله أن أري الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا. فإذا كان غدا قيل لي :
لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل "

لستم بإخوان
جاء رجل إلي أبي هريرة رضي الله عنه
وقال : إني أريد أن أؤاخيك في الله
فقال : أتدري ماحق الإخاء ؟
قال : عرفني
قال : أن لا تكون أحق بدرهمك ودينارك مني
قال : لم أبلغ هذه المنزلة بعد
قال : فاذهب عني

وقال علي بن الحسين رضي الله عنهما لرجل :هل يدخل أحدكم يده في كم أخيه أو كيسه فيأخذ منه ما يريد بغير إذنه؟
قال : لا
قال : فلستم بإخوان

يؤثرون علي أنفسهم
" قال ابن عمر رضي الله عنهما :
أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم رأس شاة
فقال : أخي فلان أحوج مني إليه . فبعث به إليه , فبعثه ذلك الإنسان إلي آخر , فلم يزل يبعث به واحد إلي آخر حتي رجع إلي الأول بعد أن تداوله سبعة "

البخيل حقا
كان الحسن البصري يقول :
" قد أتي علينا زمان وإنا لنري البخيل فينا من يسلف ( يقرض ) إلي ميسرة "

الحب في الله
كان الحسن البصري يقول :
" إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولا دنا.
لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالأخرة "

وكان يقول : " كان أحدهم يشق إزاره بينه وبين أخيه "

فقه نفيس
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال :
" لعشرون درهما أعطيها أخي في الله أحب إلي من أن أتصدق بمائة درهم علي المساكين."
وقال أيضا : " لأن أصنع طعاما وأجمع عليه إخواني في الله أحب إلي من أن أعتق رقبة ."

الأخوة في القرأن الكريم

قال ابن الجوزي رحمه الله :ذكر أهل التفسير أن الأخ في القرآن علي خمسة أوجه :

أحدهما : الأخ من الأب والأم أو من أحدهما
ومنه قوله تعالي : " فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ " النساء 11
و قوله تعالي : " فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ " المائدة 30

والثاني : الإخاء من القبيلة
ومنه قوله تعالي : " وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا " الأعراف 65
وقوله تعالي : " وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا " الاعراف 73
وقوله تعالي : " وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا " الاعراف 85

والثالث : الإخاء في الدين والمتابعة
ومنه قوله تعالي : " فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " أل عمران 103
وقوله تعالي : " إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ " الإسراء 27
وقوله تعالي : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ " الحجرات 10

والرابع : الإخاء في المودة والمحبة
ومنه قوله تعالي : " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ " الحجر 47

والخامس : الصاحب
ومنه قوله تعالي : " إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً " ص 23

وأخيرا... هذا الموضوع تم تجميع جميع المعلومات التي تضمنها
من كتاب بعنوان " نواقض الأخوة "