سيرته صلى الله عليه وسلم عطاء متجدد للإنسانية
تمثل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نموذج عطاء متجددا للإنسانية، إذ دعت إلى أسمى القيم الحضارية، وأرقى النظم وأعظمها، وهى صورة مثلى ينبغى أن تكون عليها حياة كل مسلم، وفيها دعوة كى يتجه المسلمون إلى طريق الصواب، وبها دعائم الحق والخير، التى تصون كرامة الإنسان.
الدكتور السيد عبدالفتاح بلاط، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، يطالب بالتوسع فى ترجمة سيرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من مولده حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، بلغات العالم المتنوعة، مما يسهم فى نشر الدعوة الوسطية للإسلام، وفى الوقت نفسه تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، خاصة فى الغرب.
ويوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم، وُلد فى عام الفيل، وهو العام الذى حدثت فيه محاولة هدم الكعبة من قبل أبرهة الحبشى، مشيرا إلى أن حياة النبى، عليه الصلاة والسلام، تنقسم إلى مراحل، الأولى مرحلة طفولته وصباه، من وقت رضاعته حتى صار صبيا فى الثالثة عشرة من عمره، وفيها واقعة شق صدره الشريف واستخراج الملكين «العلقة السوداء» من قلبه.
ويضيف د. السيد: هكذا نشأ النبى، صلى الله عليه وسلم، طاهرا نظيف القلب منذ صغر سنه، تغلب عليه روح التعاون والتراحم، وقد جعل الله يُتمه من أسباب نبوغه، إذ لما توفى جده، وانتقل إلى كفالة عمه أبى طالب، آثر كسب قوته بنفسه حتى لا يكون عبئا على عمه، مما يدل على تحمله المسئولية فى سن صغيرة، فعمل فى رعى الغنم، وسافر إلى بلاد الشام، وزادت تجاربه.
حقن الدماء
ويتابع: حين بلغ مرحلة الشباب، حضر «حلف الفضول»، وهو حلف يدعو إلى إنصاف المظلوم، ورد الحقوق إلى أهلها، ولما بلغ الخامسة والثلاثين، وكانت قريش بصدد إعادة بناء الكعبة، فقد اختلفت قبائلها فيمن يضع الحجر الأسود فى مكانه، حتى كادت تقع حرب بينها، لولا أنهم اختاروا محمدا ليحكم بينهم، قائلين: «رضينا هذا الأمين»، فطلب رداء، ثم وضع الحجر فى وسطه، ثم طلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعا بأطرافه، حتى إذا وصلوا إلى موضعه أخذه النبى، صلى الله عليه وسلم، بيده، ووضعه مكانه، فصان الله برجاحة عقله دماء العرب من أن تُسفك، وهو ما يتضح فى معاملته للناس، عملا بقول الله تعالى: «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا».
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــــــــى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|