قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.[1]
بعض الناس يفرحون بما أتوا ولو كانوا أتوا بمحرم، فيفرح الواحد منهم بما يذم عليه في الدنيا، ويحاسب عليه في الآخرة.
ولو كان الذي أتاه من الطاعات يفرح لا لتوفيق الله تعالى له، ولكن عجبًا بعمله، وتيها على العبادِ، وفخرًا وخيلاء.
ويحب أن يحمد بما ليس من كسبه، ولا هو في مقدوره، فإذا رأي لبعض الناس فضلًا نسبه لنفسه، وانتظر من الناس حمده، يقول: فعلت وفعلت. وهو يعلم من نفسه أنه كاذب.
ويقول: أنا وأنا وهو يعلم من نفسه أنه عاجز.
عَنْ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي ضَرَّةً فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَتَشَبَّعَ مِنْ مَالِ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ».[2]
وإنما توعدهم الله تعالى بأليم العذاب على فخرهم وخيلائهم، وفرحهم بما حرم الله تعالى؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾.[3]
وعلى نسبة الفضل لأنفسهم، وطلب المحمدة على ما ليس من مفعولهم.
[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 188
[2] رواه البخاري- كِتَابُ النِّكَاحِ، بَابُ، حديث رقم: 5219، ومسلم- كتاب اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ، بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّزْوِيرِ فِي اللِّبَاسِ وَغَيْرِهِ وَالتَّشَبُّعِ بِمَا لَمْ يُعْطَ، حديث رقم: 2130
[3] سُورَةُ غافرِ: الْآيَة/ 75