5 خطوات تمنحك الأمل.. حين تكون الحياة كئيبة

كيف يمكنني أن أشعر بالأمل الحقيقي من دون أن أخدع نفسي؟.. هذه الجملة سمعتها كثيراً من المرضى خلال عملي كطبيبة نفسية، أفهم ما يريدونه، وأحاول دائماً أن أساعد هؤلاء الأشخاص المتشككين في حياتهم بشكل مناسب عبر بناء حياة ذات مغزى، ولكن في الوقت نفسه لا أريد أبداً تلطيف الحالة التي يعيشها العالم، فالشعور بالإحباط والألم منطقي خلال هذا الوقت العصيب.
ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للأمل، وهو ليس شعوراً واهناً أو يتعلّق بإقناع نفسك بتحسن الأمور، الأمل هو عملية ممتلئة بالإثارة، وأنا أعلم مرضاي دائماً أن ينظروا إلى الأمل بهذه الطريقة.


يقول الدكتور تشارلز سنايدر أستاذ علم النفس في جامعة كانساس: «ينشأ الأمل عندما تحدد طرقاً لمقاربة أهدافك، جنباً إلى جنب مع الاستعداد للمثابرة على الرغم من العقبات التي تواجهها». ويقول مارك مانسون الكاتب الذي له مؤلفات عن الأمل والسعادة: «الأمل عامل استقرار نفسي.. فهو يحمي رفاهيتنا من الأحداث المجهدة».
وتقول سيلفيا هيرنانديز طالبة الدكتوراه في جامعة «كيس ويسترن ريزيرف» في كليفلاند إن «العلاجات السلوكية المعرفية يمكن أن تحسن الأمل بشكل كبير لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب».
وأضافت هيرنانديز: «نحن نعلم أنه إذا تمكنا من مساعدة شخص ما على تحمل العاصفة، فسوف يرى ضوء الشمس في النهاية.. يجب أن نعلم أن التمسك بأصغر شظية من الأمل يمكن أن يكون كافياً لسحبنا وإنقاذ حياتنا في النهاية».
وتقدم الدكتورة جيني تايتز، الخبيرة النفسية والأستاذة في الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا ومؤلفة كتاب «كيف تكون وحيداً وسعيداً»، بعض الطرق المفضلة لخلق الأمل والحفاظ عليه في الأوقات الصعبة:
1 - ابتعد عن الاستسلام
بينما يجب أن تسمح لنفسك بتجربة قدر معين من الكرب والحزن، ابتعد عن الرغبة في الاستسلام تماماً، عندما تشعر أن الأزمات التي في العالم بأسره خارجة عن سيطرتك، فإن التفكير في المكونات المختلفة لحياتك - ووضع أهداف صغيرة ومحددة لتحسينها - يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالعجز.
وتقول شارون سالزبيرغ، مؤلفة كتاب «التغيير الحقيقي: اليقظة لشفاء أنفسنا والعالم»: «عندما انزعج أو أحس أنني أفقد الأمل أتذكر القيم الجميلة مثل اللطف والرحمة. إن القيام بذلك يمنح حياتي مساراً متماسكاً ويحيي ذلك الأمل في حياتي».
2 - اغتنم الفرص
إذا كان من الصعب التفكير في كيفية اتخاذ خطوات إلى الأمام في الوقت الحالي، فحاول ملاحظة الفرص الصغيرة واغتنامها، فيما يسميه كوري نيومان، مدير مركز العلاج المعرفي بجامعة بنسلفانيا «التقدم الجزئي»، ويقصد نيومان بذلك أن تجد أي وسيلة تجعلك تشعر بالسعادة ولو قليلاً، وتبعدك عن أحزانك ولو لفترة قصيرة.
فاغتنام هذه الفرص الصغيرة يجدد الأمل في حياتك ويمنحك نوعاً من الطمأنينة في أن الحياة حتى لو كانت كئيبة لفترة فالأكيد أن هناك ضوءاً في آخر هذا النفق المظلم.
3 - احلم بحلول إبداعية
تشير الدكتورة جيني تايتز إلى أن أحد الجوانب الرئيسية لتجديد الأمل في حياتنا هو حل المشكلات بطريقة إبداعية عند ظهور العقبات، وذلك عبر التخطيط للمضي قدماً بدلاً من الانغلاق على النفس عند ظهور الضغوط.
لذا، توقف لحظة وادرس الأفكار أو الإلحاحات التي تطاردك في مخيلتك، توقف عن قول «لا أستطيع»، ثم ابدأ بتخيل أن الأمر الذي لا تستطيع القيام به، قد وجدت حلاً له.
4 - فكر في أشياء لطيفة
في خضم الكثير من الألم الذي يمكن أن يحدث ونراه في العالم، من الممكن أن نلاحظ الأشياء الجميلة التي لم يتم كسرها أو إفسادها بعد، هذا الأمر سيمنحك الأمل، مثلاً قد تنعكس الحياة في صورها الجميلة في ابتسامة طفل، أو جرو صغير يلهو ويلعب، أو في انفتاح وردة في صباح بارد وهي تبحث عن ضوء الشمس.
ويقول الدكتور نيومان: «الشيء الوحيد الذي لا يتغير أبداً هو أنه من المستحيل التنبؤ بالمستقبل. بدلاً من توقع أن كل شيء سوف يسير بشكل رهيب، تحول إلى حالة ذهنية أكثر انفتاحاً».
5 - اخلق مجموعة الأمل الخاصة بك
يمكن أن يساعدك جمع الصور والموسيقى والتذكارات وقائمة الممارسات التي تلهمك في الوصول إلى الدافع للاستمرار عندما تحتاج إلى دفعة أمل.
في حين أن هذا قد يبدو سطحياً، فإن إحدى الدراسات أظهرت أن خلق مجموعة أشياء خاصة بك تزيد بشكل كبير من الأمل، لدى مرضى السرطان العضلي.
ويقول خوان كارلوس رويز وهو خبير نفسي: «اذهب إلى الحديقة، وانزع حذاءك، واشعر بالعشب.. هذا سيجعلك تشعر بالأمل وبشيء من الطمأنينة في حياتك».