و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ...
و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ...
و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ...
{ و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } هود .
و هذه صورة من علم الله الشامل المرهوب .
هذه الدواب – و كل ما تحرك على الأرض فهو دابة من إنسان
و حيوان و زاحفة وهامة – و ما من دابة من هذه الدواب
التي تملأ وجه البسيطة ، و تكمن في باطنها ،
و تخفى في دروبها و مساربها .
ما من دابة من هذه الدواب التي لا يحيط بها حسر
و يكاد يلم بها إحصاء إلا و عند الله علمها و عليه رزقها
و هو يعلم أين تستقر و أيم تكمن ، من أين تجيء و أين تذهب .
و قد أوجب الله – سبحانه – على نفسه مختارا أن يرزق
هذا الحشد الهائل الذي يدب على هذه اٍلأرض ..
فأودع هذه الأرض القدرة على تلبية حاجات هذه المخلوقات جميعا
وأودع هذه المخلوقات القدرة على الحصول على رزقها من هذا
المودع في الأرض في صورة من صوره ساذجا خامة
أو منتجا بالزرع أو مصنوعا أو مركبا إلى آخر الصور
المتجددة لإنتاج الرزق و إعداده ، حتى إن بعضها ليتناول
رزقه دما حيا مهضوما ممثلا كالبعوضة و البرغوث .
و ليس المقصود أن هناك رزقا فرديا مقدرا
لا يأتي بالسعي ، و لا يتأخر بالقعود و لا يضيع بالسلبية
و الكسل كما يعتقد بعض الناس و إلا فأين الأسباب
التي أمر الله بالأخذ بها و جعلها جزءا من نواميسه ؟
و أين حكمة الله في إعطاء المخلوقات
هذه المقدرات و الطاقات ؟
إن لكل مخلوق رزقا . هذا حق و هذا الرزق
مذخور في هذا الكون ، مقدر من الله في سننه
التي ترتب النتاج على الجهد .
فلا يقعدن أحد عن السعي و قد علم
أن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة .
و لكن السماء و الأرض تزخران بالأرزاق الكافية
لجميع المخلوقات حين تطلبها هذه المخلوقات حسب سنة الله
التي لا تحابي أحدا و لا تتخلف أو تحيد .
إنما هو كسب طيب و كسب خبيث ، و كلاهما
يحصل من عمل و جهد إلا أنه يختلف في النوع و الوصف
و تختلف عاقبة المتاع بهذا و ذاك .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|