حديـث الروح وتأملات فى سورة الكهــف
حديث الــروح وتأملات فى سورة الكهـف
فتنة الثروة والأموال
{وكان له ثمر فقال لصاحبه
وهو يحاوره
أنا أكثر منك مالا واعز نفرا
ودخل جنته وهو ظالم لنفسه
قال ماأظن أن تبيد هذه أبدا}
من سورة الكهف
التي أوصي المصطفي بتلاوتها كل جمعة
لأنها عاصمة من الفتن
وفي الحقيقة تحتوي سورة الكهف
علي أربع قصص
تلخص الفتن الأربع الكبري في الدنيا
فتنة الدين في قصة أهل الكهف
فتنة المال في قصة صاحب الجنة
التي سأتأمل في معانيها اليوم
وفتنة العلم في قصة موسي والخضر
وفتنة السلطة في قصة ذي القرنين
في قصة صاحب الجنة
وهي في اللغة الحديقة الغناء
السامقة الأشجار الباسقة الأفنان
التي تجن الرؤية
عما بداخلها أي تحجب الرؤية
فسياجها طبيعي قوامه الأشجار
الشاهقة الساترة
لم يقف السرد القرأني عند زمان
أو مكان هذا الرجل
الذي فتن بماله
فليس المقصود البحث عن الفضائح
أو البحث عن الإثارة
ولكن المقصود إلقاء الدرس
وبث الموعظة
واقتحم النص القرآني مباشرة
قلب الرواية
عندما يقف صاحب الثروة
مفتونا بماله وانجازاته
لا يري سوي النعمة
ويتجاهل المنعم
ويعتقد أن ثراءه وليد مهارته
وثروته ثمرة قريحته العبقرية
دون توفيق من ربه
أو تسديد من مولاه
والله هو خالق المال
وصاحب المال
ونحن مستخلفون فيه
علي سبيل الاعارة
وسيزول يوما ما إما أن يفارقك
وأنت قيد الحياة
أو تفارقه أنت بمغادرة الحياة
ويقال أنما سمي المال
لان الناس تميل اليه
وهو يميل عنهم
وعندما تتناسي فضل الله عليك
في ثروتك
وتعتقد انها ثمرة اجتهادك فقط
لن تتذكر حق الفقير
والمحتاج في هذا المال
فيتمكن منك الحرص والبخل والغرور
وتتخيل أنك خالد في الحياة
وأنك طالما امتلكت أسباب الثروة
فلن تبيد هذه الثروة أبدا
وتتوهم أنها مستمرة
في النمو والازدياد
تتجاهل إرادة السماء الحاكمة المهيمنة
التي تبسط الرزق وتقبضه
وتمنح وتمنع
وترفع وتخفض
وتبارك لمن أعطي
فلحقها الدمار والبوار
ساعة الإثمار والحصاد
ليكون الألم مضاعفا
والخسارة فادحة والعقدة مركبة
وخطيئة صاحب الجنة هي الأنا
فحديثه دائما يستهل بقوله أنا
لقد رأي نفسه
والأنا بوابة الهلاك والدمار
لابد أن يري صاحب المال
في المال (هو )أي الله الذي أنعم
(وهو )أي جاره وأخاه
في الانسانية المحروم من هذا المال
حصنوا أموالكم بالصدقة
حتي لا يدركها الدمار
فالصدقة حصانة للثروة
وضمان لإطفاء غضب الرب
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتـور علـى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|