فأما من أوتي كتابه بيمينه ...
فأما من أوتي كتابه بيمينه ...
{ فأما من أوتي كتابه بيمينه .. }
الحاقة .
و أخذ الكتاب باليمين و بالشمال ومن وراء الظهر
قد يكون حقيقة مادية ، و قد يكون تمثيلا لغوياً
جارياً على اصطلاحات اللغة العربية عن تعبيرهم عن وجهة
الخير باليمين و وجهة الشر بالشمال أو من وراء الظهر .
و المشهد المعروض هو مشهد الناجي في ذلك اليوم العصيب ،
و هو ينطلق في فرحة غامرة بين الجموع الحاشدة ،
تملأ الفرحة جوانحه و تغلبه على لسانه فيهتف :
{ هاؤم اقرءوا كتابية }
ثم يذكر في بهجة أنه لم يكن يصدق أنه ناج ،
بل كان يتوقع أن يناقش الحساب .
" و من نوقش الحساب عذب " .
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت :
قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم –
" من نوقش الحساب عذب " فقلت :
أليس يقول الله تعالى :
{ فأما من أوتي كتابه بيمينه
فسوف يحاسب حسابا يسيرا و ينقلب إلى أهله
مسرورا } فقال : " إنما ذلك العرض و ليس أحد يحاسب
يوم القيامة إلا هلك" أخرجه الشيخان و الترمذي و أبو داود .
و في الصحيح من حديث ابن عمر حين سئل عن النجوى فقال :
" سمعت رسول الله – صلى الله عليه و سلم –
يقول :
" يدني الله العبد يوم القيامة فيقرره بذنوبه
كلها حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله تعالى
: إني سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم .
ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه . و أما الكافر
و المنافق فيقول الأشهاد :
هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنت الله على الظالمين "
ثم يعلن على رؤوس الأشهاد ما أعد لهذا الناجي من النعيم .
{ فهو في عيشة راضية . في جنة عالية . قطوفها دانية
. كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية } .
فهو المرضي السعيد ،
الذي آمن و أحسن ، فرضي الله عنه و كتب له النجاة .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|