تخريج حديث: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يتسوك وهو صائم

وأورده البخاري في «صحيحه» (3/ 31)، معلقًا بصيغة التمريض، قال: ويذكر عن عامر بن ربيعة، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم ما لا أحصي أو أعد».



قال الترمذي: «وفي الباب عن عائشة، حديث عامر بن ربيعة حديث حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون بالسواك للصائم بأسًا، إلا أن بعض أهل العلم كرهوا السواك للصائم بالعود والرطب، وكرهوا له السواك آخر النهار، ولم ير الشافعي بالسواك بأسًا أول النهار ولا آخره، وكره أحمد، وإسحاق السواك آخر النهار»اهـ.



قلت: يقصد الترمذي بقوله: «وفي الباب عن عائشة»؛ حديث مجالد المخرج قبل هذا الحديث مباشرة.



وقال ابن خزيمة عقب الحديث: «وأنا بريء من عهدة عاصم، سمعت محمد بن يحيى يقول: عاصم بن عبيد الله ليس عليه قياس. وسمعت مسلم بن حجاج يقول: سألنا يحيى بن معين، فقلنا: عبد الله بن محمد بن عقيل أحب إليك أم عاصم بن عبيد الله؟ قال: لست أحب واحدًا منهما. قال ابن خزيمة: كنت لا أخرج حديث عاصم بن عبيد الله في هذا الكتاب، ثم نظرت، فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي - وهما إماما أهل زمانهما - قد رويا عن الثوري عنه، وقد روى عنه مالك خبرًا في غير الموطأ» اهـ.



وقال الدارقطني عقب الحديث: «عاصم بن عبيد الله غيره أثبت منه».

قلت: عاصم بن عبيد الله.



روى ابن عدي في «الكامل» (8/ 180)، عن علي بن عبد الله، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي ينكر حديث عاصم بن عبيد الله أشد الإنكار.



وقال ابن معين في «رواية الدارمي» (451): «ضعيف».



وقال في «رواية الدوري» (3/ 170): «سمعت يحيى يقول: بلغني عن مالك بن أنس أنه قال: عجبًا من شعبة هذا الذي ينتقي الرجال، وهو يحدث عن عاصم بن عبيد الله».



وقال (3/ 257): «فليح بن سليمان، وابن عقيل، وعاصم بن عبيد الله، لا يحتج بحديثهم».



وقال عبد الله في «العلل ومعرفة الرجال» (2/ 214): «قال أبي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان بعض الشيوخ يتقي حديث عاصم بن عبيد الله الذي يحدث عن عبد الله بن عامر بن ربيعة».



وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 493): «منكر الحديث».



وقال أبو زرعة وأبو حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 348): «منكر الحديث، مضطرب الحديث - زاد أبو حاتم -: ليس له حديث يعتمد عليه».



وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 109): «كان سيئ الحفظ، كثير الوهم، فاحش الخطأ، فترك من أجل كثرة خطئه».



وقال الدارقطني في «سؤالات البرقاني» (339): «عاصم بن عبيد الله، مدني، يترك، هو مغفل».



وروى العقيلي (4/ 417)، عن عفان، قال: كان شعبة يقول: عاصم بن عبيد الله، لو قلت له: من بنى مسجد البصرة؟ لقال: حدثني فلان، عن فلان، أن النبي صلى الله عليه وسلم بناه.