(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩

الملاحظات

۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ َيهتم بالقُرآن والتفسِير والقرَاءات ، والدرَاسات الحدِيثية ، ويَهتم بالأحادِيث والآثار وتخرِيجها .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-07-2023
رحيل غير متواجد حالياً
United Arab Emirates     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 13 ساعات (05:25 PM)
آبدآعاتي » 11,314,695
 تقييمآتي » 6485132
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  992
شكرت » 400
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي تأملات في قوله تعالى: { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم }



تأملات في قوله تعالى: { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم }

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلاالله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فقال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].

«هذا الخطاب يعم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن جرى مجراهم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ} والكلمة تطلق على الجملة المفيدة كما قال ها هنا، ثم وصفها بقوله: {سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}؛ أي عدل ونصف، نستوي نحن وأنتم فيها، ثم فسرها بقوله: {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا} لا بشرًا ولا ملكًا ولا وثنًا ولا صليبًا ولا صنمًا ولا طاغوتًا ولا نارًا ولا شيئًا، بل نفرد العبادة لله وحده لا شريك له، وهذه دعوة جميع الرسل؛ قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25].

وقال تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} [النحل: 26].

ثم قال تعالى: {وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 64]؛ أي: لا نتَّبعه في سنِّ تشريع ولا في تحليل شيء أو تحريمه إلا فيما أحله الله تعالى أو حرَّمه، وهو نظير قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31].

معناه أنهم أنزلوهم منزلة ربهم في قبول تحريمهم وتحليلهم لما لم يحرمه الله ولم يحله الله» [1].

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}؛ أي أَعْرضَوا عما دُعوا إليه: {فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}؛ أي متصفون بدين الإسلام، منقادون لأحكامه معترفون بما لله علينا في ذلك من المنن والإنعام، غير متخذين أحدًا ربًّا، لا عيسى ولا عزيرًا، ولا الملائكة؛ لأنهم خلق مثلنا، محدَث كحدوثنا، ولا نقبل من الرهبان شيئًا بتحريمهم علينا ما لم يحرمهالله علينا فنكون قد اتخذناهم أربابًا [2].

من فوائدالآية الكريمة:
1-أُمر الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو أهل الكتاب إلى هذه الكلمة السواء؛ لقوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ}، وهنا سؤال: هل الرسول قام بذلك؟ نعم حتى كان يكتب بها إلى الملوك؛ روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي سفيان في قصته حين دخل على قيصر، وفيه: ثم جيء بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتَّبع الهدى، أما بعد فأسلِم تسلَم، وأسلم يؤتِك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين [3]، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] [4].

2- التنازل مع الخصم لإلزامه بالحق، كيف ذلك؟ لأنه قال: {سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}، والحق بلا شك مع الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن من أجل إلزام الخصم وإقامة الحجة عليه.

3- أن جميع الرسل متفقون على هذه الكلمة: {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا}؛ لأنه ما دام أنها كلمة سواء بيننا وبينهم، معناه أنها عندهم كما هي عندنا، وهذا هو الواقع، أن جميع الرسل متفقون على هذه الكلمة، لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا، بل إن الله تعالى قال في كتابه العظيم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

4- أن الحكم لله بين الناس، وأنه ليس لأحد أن يشرع من دون الله؛ لقوله: {وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}.
5- أن الحكم بين الناس والعبادة مقترنان؛ لأن الله قرن بينهما، {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}؛ لأنك لن تعبد الله إلا بشريعته، إذًا يلزم أن يكون المشرع هو المعبود، ما دمت تعبد الله فلن تعبده إلا بشريعته، فالمشرع هو المعبود الذي يُعبَد؛ لأنه سنَّ طريقًا أو وضع طريقًا وقال: اسلكوا هذا لتصلوا إلي، إذًا كل طريق يخالفه فلن يوصل إلىالله، وهذا وجه التلازم بين قوله: ألا نعبد، وقوله: ولا يتخذ، فإن من اتخذ ربًّا من دون الله يتبعه في التحليل والتحريم، فإنه لم يعبد الله؛ لأن عبادة الله لا تكون إلا بموافقة الشرع.

6- أن من دعا الناس إلى حلال أو حرام بإذن الله وشرعه، فهو على حق، تؤخذ من قوله: {مِنْ دُونِ الله} فهو تعالى لم يقل: {وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا} فحسب، بل قال: {مِنْ دُونِ اللَّهِ}.

7- أنه إذا تولى الخصم بعد إقامة الحجة عليه فإنه يعلن له بالبراءة منه، والتزام الحق؛ لقوله: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

8- أنه ينبغي للمسلم أن يعتز بدينه، وأن يعلنه، ويشهره، خلافًا للضعفاء الذين عندهم ضعف في الشخصية، وقلة الدين، الذين يتسترون بدينهم مخافة أن يُعيَّروا به، حتى إن بعضهم كما قيل لي يخجل أن يصلي بين الناس، يقول: أخشى أن أنسب إلى الدين، والعياذ بالله، وهذا يدل على قلة الإيمان، وعلى ضعف الشخصية، وأن الإنسان ليس عنده رصيد يفتخر به ويعتز به.

9- إشهاد الخصوم على ما نحن عليه من الحق؛ لقوله: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، لما في ذلك من الغضاضة عليهم وكسر جبروتهم»[5].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] تفسير ابن كثير رحمه الله (3/ 82-83) بتصرف.
[2] تفسير القرطبي رحمه الله (5/ 162) بتصرف.
[3] أي المزارعين.
[4] صحيح البخاري رقم (7)، وصحيح مسلم رقم (773) مطولًا.
[5] تفسير القرآن الكريم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، سورة آل عمران (1/ 369-375) بتصرف.
_________________________________________________
الكاتب: د. أمين بن عبدالله الشقاوي



 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لهم, الكباب, تأملات, بيننا, تعالى:, تعالوا, يا, سؤال, في, إلى, وبينكم, {, }, قم, قومه, كلمة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ...) شيخة رواية ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 22 09-27-2024 12:08 PM
تأملات في قوله تعالى { قل إن كان آباؤكم... } Şøķåŕą ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 30 06-06-2024 04:20 PM
تفسير قوله تعالى : ( قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السموات .. ) мя Зάмояч ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 16 01-29-2024 04:26 PM
تأملات في قوله تعالى: { من كان يريد العاجلة نبضها مطيري ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 22 12-31-2023 03:04 AM
تفسير قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} رحيل ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 14 06-04-2021 09:53 AM


الساعة الآن 06:33 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع