اللهم ثبِّتنا على قولك الثابت في الحياة وفي الآخرة
ووقت معطل من استدراك فارط واغتنام برٍّ وقربة، وفكر يجول فيما لا ينفع، وخدمة من لا يقربك خدمته إلى الله، ولا تعود عليك بصلاح دنياك، وخوفك ورجاؤك ممن ناصيته بيد الله وهو أسير في قبضته، ولا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.وأعظم هذه الإضاعات: إضاعة القلب، وإضاعة الوقت، فإضاعة القلب عن الله من إيثار الدنيا على الآخرة، وإضاعة الوقت من طول الأمل، فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل، والصلاح كله في اتباع الهدى والاستعداد للقاء الله.إلى أن قال: ولله على عبده أمر أمَره به، وقضاء يقضيه عليه، ونِعم ينعم بها عليه، فلا ينفك من هذه الثلاثة، والقضاء نوعان؛ إما مصائب وإما معائب، وله عليه عبودية في هذه المراتب كلها، فأحب الخلق إليه من عرف عبوديته في هذه المراتب كلها، ووفَّاها حقها، فهذا أقرب الخلق إليه، وأبعدهم منه من جهل عبوديته فعطلها علمًا وعملًا.
اللهم ثبِّتنا على قولك الثابت في الحياة وفي الآخرة، وآتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار، واغفِر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، اللهم افتح لدعائنا باب القبول والإجابة ووفِّقنا للتوبة النصوح والإنابة، وثبِّت محبتك في قلوبنا تثبيت الجبال الراسيات، وألهمنا ذكرك وشكرك آناء الليل والنهار، وثبِّتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.