تعامل الإسلام مع الدلال المبالغ به للطفل

الأبناء هم رجال المستقبل وهم أمانة الله تعالى عند الوالدين، ويقع عاتق تربيتهم والعناية بهم وتعليمهم على الآباء، والإسلام حث الآباء على تقديم الاهتمام والرعاية الضرورية للأبناء ولكن بقدر؛ لأن التجاوز في التدليل سينعكس سلبًا على تربية الأبناء، فالأبناء ليسوا أداة للترويح عن النفس وليسوا دمية للوالدين، بل على الآباء الاعتدال في الحب والخوف والتدليل؛ حتى لا يؤثر ذلك على الطفل نفسه في المستقبل.

الدلال الزائد للأبناء في الإسلام
يكبر الأبناء ويصبحون أفراد بالغين ويجب أن يكوّنوا فرد من المجتمع وجزء منه، وعلى الطفل أن يواجه تقلبات وتحديات الحياة والصعوبات التي سيمر بها مع الاستمرار في الحياة دون إحباط أو يأس؛ حتى يجتاز كل الامتحانات التي سيعيشها في حياته، وفي الواقع أن الإسلام دعا إلى الحنان والحب والاهتمام للأبناء؛ فهو ضروري لتربيتهم بالطريقة الصحيحة؛ ولكن من غير إفراط في العواطف والدلال التي تفسد الأبناء.

عندما يعلم الأبناء أن الآباء يحبونه حب عظيمًا، فمن البديهي أن تتفاقم مطالبه على ساق وقدم، ويعتاد الأطفال المدللين من جهة الآباء والأجداد على القاء الأوامر عليهم وهو يعلم أنهم سينفذون أوامره حتى لا يضايقوه، يتفاقم رغبتهم في القاء الأوامر وتلبية ما يطلبونه مع مرور الزمن، عندما يكبر الأبناء المدللين هؤلاء وينخرطوا في المجتمع، فإنهم يريدون نفس المعاملة التي يتلقونها من الأهل أن تكون من أفراد المجتمع، أي الامتثال لأوامرهم، ولكن المجتمع لا يرغب بالأشخاص المدللين الذين عندهم حب الذات وتنفيذ رغباتهم.

الأبناء الذين ينشئون في بيئة التدليل والاتكالية سيصبحون ذو بنية ضعيفة واللياقة الجسدية الهزيلة، وأشخاصًا غير مستقلين في شخصيتهم معتمدين على الغير، ونهى الإسلام عن مفهوم الاتكالية وعدم الاستقلالية، ويجب أن ينمو ويكبر الطفل في بيئة مسئولة مستقلة؛ لكي يكون طفل مسؤول غير معتمد على الآخرين، وأن ينمو الأبناء في بيئة التفاؤل والمسؤولية والخوف من الوالدين في حال الخطأ.


ويجب على الأب والأم أن لا يتجاهلون تعاليم الشريعة الإسلامية في تربية الأبناء للمحافظة على الطفل المسلم الفعال في المجتمع غير المعتمد على الآخرين، فقد أوصى نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة على تربية الأبناء وتكوين شخصيتهم.