أهمية جمال المظهر للمعلم
أهمية جَمَالُ المظهر للمعلم
التَّجمُّل وإظهار نِعَمِ الله هو من الشُّكر الذي أمَرَنا اللهُ به، سواء كان ذلك في المَلبس أو المطعم أو المَرْكب، فالله يحبُّ أن يَرى أثرَ نعمتِهِ على عبده، فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَن يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ"[1]، وعندما أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ سيءُ الهيئةِ، قال له: "أَلكَ مالٌ؟"، قال: نعم، من كلِّ أنواع المال، قال: "فليُرَ عليك، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يحبُّ أن يَرى أثرَهُ على عبده حَسَنَاً، ولا يحبُّ البُؤسَ والتَّبَاؤسَ"[2].
وعن أبي الأحوص عن أبيه: أنَّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فرآهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أشعثَ أغبرَ في هيئة أعرابي، فقال: "مَا لَكَ منَ المالِ؟"، قال: من كلِّ المال قد آتاني الله، قال: "إنَّ اللهَ إذا أنعم على العبد نعمةً أحبَّ أن تُرَى بِهِ"[3].
ولشخصيةِ المُعَلِّم وهيئتِه تأثيرٌ بالغُ الأهميةِ في سلوك الطلاب وتصرفاتهم الحالية والمستقبلية، ولذلك لا بُدَّ للمعلِّم من أن يكون حسنَ المظهر، جميلَ الهيئة أنيقاً.
ثمَّ إنَّ العناية بالملبس وأناقته دونَمَا سَرَفٍ ولا مَخِيْلَةٍ مطلبٌ هام للمعلَّم؛ حتى ترتاحَ لرؤيته العُيون، وتسعدَ بلقائه النفوس، ويتأثر به الطلاب في هذا الشأن، فهو قدوة لهم في الحال والمآل[4].
ولذلك ينبغي أن يكون مَلبسُه نظيفاً مرتباً، منسجماً مع القيم الإسلامية، والعادات والتقاليد السائدة في بلده ومنطقته، وكذا الحال بالنسبة لشعره وأظافره، ليكون قدوة حسنة لطلابه[5].
هذا بالنسبة للمعلم، أما بالنسبة للمعلِّمة فلا بدَّ لها من الالتزام بالحجاب الشرعي وفق الضوابط التي ذكرها العلماء لذلك[6]؛ فجمالُ مظهرها إنَّما يكون بحجابها وعفتها، وعدم انسياقها وراء الدعوات الهدَّامة التي تدعو المرأة للتَّمرُّد على دينها وحجابها، وخروجها متبرجةً متهتكة، متبعة للمَوْضَات والتَّقلِيعات التي تتنافى مع القيم والأخلاق والذوق السليم.
هذا من جانب، ومن جانب آخر هي قدوةٌ لبنات المسلمين، اللواتي يَتأثَّرنَ بها ويقتَدِين بأخلاقها وسلوكها، فلذلك لا بدَّ أن تكون المعلمةُ قدوةً حسنة لطالباتها، تنمِّي فيهنَّ حبَّ الأخلاقِ والفضيلة، وتدفعهُنَّ للالتزام بالقيم التي أَمَرَ بها دينُنَا الحنيف.
[1] أخرجه الترمذي في الأدب برقم 2819 وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
[2] أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 273 عن زهير بن أبي علقمة الضبعي؛ وذكره الهيثمي في المجمع 5/ 232 وقال: رجاله ثقات، وذكره السيوطي في الجامع الصغير ورمز لحسنه.
[3] أخرجه النسائي في السنن الكبرى 6/ 481؛ وابن حبان في صحيحه12/ 235 بسند صحيح على شرط مسلم كما قال الشيخ الأرنؤوط؛ وذكره الهيثمي في المجمع 5/ 233 وقال: رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح.
[4] قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "كُلُوا وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَن تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ" أخرجه أحمد في مسنده11/ 312 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن؛ وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 135 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
[5] وقد قال الحبيب الأعظم داعياً أصحابه إلى تجميل مظهرهم: "إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش". أخرجه أبو داود 4/ 58 برقم 4089؛ والطبراني في المعجم الكبير 6/ 95؛ والحاكم في مستدركه 4/ 203 وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
[6] وأذكر هذه الضوابط باختصار: 1- استيعاب جميع البدن 2- أن لا يكون زينة في نفسه 3- أن يكون سميكاً لا يشف 4- أن يكون فضفاضاً واسعاً لا يصف ما تحته 5- أن لا يكون معطراً مبخراً 6- أن لا يشبه لباس الرجل 7- أن لا يقصد به التشبه بلباس الكافرات 8- أن لا يكون لباس شهرة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|