إننا معاقبون يا سادة بهذا الضنك /دكتور مصطفى محمود
إننا معاقبون يا سادة بهذا الضنك /دكتور مصطفى محمود
ومما أخبرنا به عالمنا الكبير دكتور مصطفى محمود منذ أكثر من (٥٠)عاما واضحكوا معي على الغلاء الطاحن !!
مع رُخص الناس ..
و رخص الفن .. و انعدام القيم .. و تفاهة البضاعة .
إننا معاقبون يا سادة بهذا الضنك ..
و تأملوا كلمات ربكم :
{ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } ( طه - 124 )
أليس عالَم اليوم قد تلخص كله في هذه الكلمة البليغة .. " الضنك " .. " و الإعراض " ؟!
أليس العالَم قد أعرض تماماً عن كل ما هو رباني و غرق تماماً في كل ما هو علماني و مادي و دنيوي و شهواني و عاجل و زائل .. و الكلام على مستوى العالَم كله !
الكل متعجل يريد أن يغنم شيئاً و أن يلهف شيئاً ..
لا أحد ينظر فيما بعد .. و لا فيما وراء ..
الموت لا يخطر ببال أحد ..
و ما بعد الموت خرافة ..
و الجنة و النار أساطير ..
و الحساب حدوتة عجائز ..
و الذين يحملون الشعارات الدينية ..
البعض منهم موتور و البعض مأجور ..
و المخلِص منهم لا يبرح سجادته و يمشي إلى جوار الحائط .. فهو ليس مع أحد .. و ليس لأحد ..
و إنما هو مشدود و منفصل عن الركب .. و مشفق من العاقبة .. و هو قد أغلق فمه و احتفظ بعذابه في داخله .. و اكتفى بالفُرجة .
و الناس في ضنك ..
و كل العالَم أغنيائه و فقرائه ..
كلهم فقراء إلى الحقيقة ..
فقراء إلى الحكمة .. فقراء إلى النُبل .
و أكثر الأنظار متعلقة بالزائل و العاجل و الهالِك .
و الدنيــا ملهــاة .
و هي سائرة إلى مجزرة ..
فالله في الماضي كان يوقظ خلقه بالرسل و الأنبياء ..
و اليوم هو يوقظهم بالكوارث و الزلازل و الأعاصير و السيول ..
فإن لم تُجْدِ معهم تلك النُذُر شيئاً ، ألقَى بهم إلى المجازر و الحروب يأكل بعضهم بعضاً و يُفني بعضهم بعضاً .
و حروب المستقبل حروب فناء ..
تأكل الأخضر و اليابس و تدع المدن العامرة خراباً بلقعا .
و نحن على حافة الرعب و الصراع المُفني ..
و ماذا يهم ؟! ماذا يهم ؟!
كتاب " تأملات في دنيا الله "
أخى الحبيب ومديري رهيف أقدم لك أجمل عبارات الشكر والامتنان من قلب فاض بالمحبة والمودة والاحترام والتقدير
أقدم التحيّات أجملها وأنداها أرسلها لك بكلّ الودّ والحب والإخلاص شاكرًا لك على كل ما قدمت لي من تهنئة واللوك الجميل
من قلب محب للجميع