كراسي ثابتة تحتضنا بود

هناك
على مداد الحياة
سكنات
ونفحات
تأخذنا
وتأسرنا
وتضمنا على صدورها
وتسكننا في قلوبها
تلك
هي كراسي
نمر من حولها
الكرسي الأول
قلب جميل
ونبض فريد
وحب يعطيني كل جديد
كرسي العطاء
وله منا الوفاء
فقيمته لا تضاهى
وقلبه ينبض بحبنا
ويعطينا من خيراته
ولا يقصر معنا
والكرسي الآخر
نبع للحنان
وربيع أنفاسه أنهار تسحبنا
لتضمنا
بين محاجر عيونها
وبين روحها
لنستقر بين حنايا ضلوعها
وتبكي لبكائنا
وتضحك حينما ترتسمـ
البسمات على شفاهنا
هي الشوق
ونفحات الحنين
هي الحب
وسكنات العشق الذي لا ينتهي
تلك هي كراسي حياتنا
نرسمـ عليها كياننا
ونبقى على مقاعدها
حتى يحين القدر
وينتهي فينا العمر
نمر في مراحل ثلاث
الطفولة
وما يصادفها من بدايات العمر
صرخات
وبكاء
وضجر
أوساط العمر
هنا
مكمن النضج
والبحث عن النفس
في أكاليل الحياة
وفي أسرارها
وحنايا قلوبنا
نبحث عن من يضمنا
ويعشق ودنا
لكي نتعلق به
ويكون سر وجودنا
آخر العمر
نهاية المشوار
الموت
الذي تغيب معه الروح
ويبقى مكانها
في مسيرة الحياة شاغر
تلك المراحل الثلاثه
نمر بها برفقة تلك الكراسي
التي تضمنا
وما تزال تودنا
وتحضن مداد حياتنا
تلكما هي أرواح جميلة
وفية ونبيلة
الكرسي الأول
ينتمي لأسرار الأب
تلك القيمة
التي ليس لها مثيل
والكرسي الآخر
ينتمي لحنان الأمـ
ذلك النهر الجاري
والجبل العالي
الذي يحيطنا
ولا يفارقنا
ويسير من حولنا
ليحافظ على وجودنا
ما أجمل الوالدين
حينما نعرف مدى تعلقهما بنا
ومدى قيامهما بجل ما يفيدنا
ويلمـ شملنا
ويخاف تألمنا
لذا وجب علينا برهمها
والوفاء لهما
في حياتهما
وحين موتهما