الطائر المُلقب بالطائر الجمل

طقس العرب - يعتبر طائر النعام (ostrich) أكبر وأثقل أنواع الطيور، وقد كان النعام يُعرف باسم "الطائر الجمل" بسبب رقبته الطويلة وعينيه البارزين ورموشه الطويلة، فضلاً عن حجم جسده وتمايله أثناء المشي مثل الإبل، كما يمكن للنعامة أن تتحمل درجات حرارة عالية - مثلما يفعل الجمل - وتبقى بدون ماء لفترات طويلة من الزمن.

كيف يتكيف طائر النعام مع الحرارة العالية والبرودة؟

بامكان طائر النعام العيش في مناطق ذات درجات حرارة متقلبة، وباستطاعتها تحمل فروق في درجات الحرارة تصل الى ° 40 مئوية، حيث يتحكم طائر النعام بدرجة حرارة جسمه بعدة طرق، من أهمها:

1. استخدام الريش في تغطية او كشف المنطقتين العاريتين (الخالية من الريش) في جسمه، والموجودة في أعلى قدميه و خاصرته، فيحتفظ ببرودة او دفء جسمه.
2. يستخدم النعام أجنحته كمظلات عندما ترتفع درجة حرارته، فيحمى المنطقة الخالية من الريش، كما أن رفع الأجنحة وريش الظهر قليلا يُحرك الهواء الساخن بعيدًا عن الجلد، وكذلك يستخدم النعام الأجنحة لتظليل الفراخ.
3. يمكن للنعام استخدام ريش الأجنحة العازل للحرارة ليكون بمثابة بطانية في الليالي الباردة لحماية المناطق الخالية من الريش والحفاظ عليها دافئة.

4. النعام هو النوع الوحيد من بين الطيور والحيوانات (ماعدا الإبل)، التي لا تزفر أنفاساً مشبعة بالرطوبة، إذ يُعتقد أن العنق الطويل والقصبة الهوائية والممرات الأنفية الواسعة تعمل على تبريد الهواء الذي يتم استنشاقه مما يقلل محتوى بخار الماء إلى حوالي 87٪ فقط.

بهذه الطريقة يمكن أن يقلل النعام من احتمالية الجفاف في المناطق الساخنة المفتوحة التي يعيشون فيها. تجعل أعناقهم الطويلة من الشرب أمرًا صعبًا ، وبالتالي يجب عليهم الحفاظ على الماء في أجسامهم وتلبية معظم احتياجاتهم المائية من خلال الطعام الذي يأكلونه.

5. يستخدم النعام - مثل الطيور الأخرى، الرفرفة بالحلق (gular fluttering) للمساعدة على تبريد نفسها في الأيام الحارة، يشبه هذا اللهاث الذي تقوم به بعض الحيوانات لتبريد نفسها ولكنه أقل استهلاكا للطاقة، فالجلد الحويصلي الموجود في الجزء الخلفي من فم الطائر غني بالشعيرات الدموية، ومن خلال قيام الطائر برفرفة هذا الجلد، يتم تبريد الدم في الشعيرات الدموية عن طريق ضخ الهواء فوق المنطقة، وبالتالي نقل البرودة للجسم.



لماذا يمتلك طائر النعام أجنحة إذا كان لا يستطيع الطيران؟!

طائر النعام لا يمكنه الطيران والتحليق نظرًا لثقل جسده، لكنه يمتلك أجنحة لمساعدته على التوازن عند الجري، خاصةً إذا قام بتغيير اتجاهه فجأة. إذ يمكن للنعام أن يركض يرشاقة بسرعة تصل إلى (70 كيلومترًا في الساعة)، ويمكن أن يصل طول خطوته من 3 إلى 5 أمتار ، حيث يمتلك طائر النعام أرجلاً طويلة وقوية تمكنه من قطع مسافات كبيرة دون بذل الكثير من الجهد، كما أنه يمتلك إصبعان فقط في قدميه لتمكنه من الركض بسرعة أكبر، والنعام هو الطائر الوحيد الذي يمتلك إصبعان فقط (جميع الطيور الأخرى لديها ثلاثة أو أكثر).

ويستخدم النعام الأجنحة في التكيف مع الطقس الحار أو البارد (كما ذكرنا سابقا)، إلا أنه يستخدم الأجنحة بشكل رئيسي (إلى جانب ريش الذيل) للاستعراض والتودد، فعند إظهار الهيمنة ترفع النعامة رأسها عالياً وترفع جناحيها وريش الذيل؛ ولإظهار الخضوع، يتدلى الرأس والأجنحة والذيل إلى أسفل.