لغات الحب الخمس للمتزوجين

إن لغات الحب الخمس هي فكرة تعود للكاتب جاري تشابمان، وهي عبارة عن خمس طرق في المعاملة من حيث فهم رغبة الشريك وما الذي يشعره بالحب؛ فالحب شيء مهم وأساسي جداً لبناء زواج ناجح، والحب الدائم هو الذي يجسد كل معاني المودة والتعاون والتراحم والتسامح بين الزوجين، وكثيراً ما يشتكي المتزوجون مما يحدث بعد الزواج من خفوت المشاعر بينهم ونقصانها مع الوقت حتى تختفي تماماً، وهذا ناتج عن عدم فهم الشريك بطريقة صحيحة، "سيدتي" استضافت استشاري العلاقات الأسرية أماني نبيل رضا في حديث حول لغات الحب الخمس.

الحب جوهر الحياة الزوجية
تقول استشاري العلاقات الأسرية أماني نبيل رضا لـ"سيدتي": إن مفهوم الحب الحقيقي هو الشعور بالأمان والصدق والمسؤولية؛ فالحب هو جوهر الحياة الزوجية، ومن دونه تبدو كل الأشياء خاوية لا معنى لها، وهو الأساس في الحياة الزوجية، وهو العامل المهم والكبير في استمرارها وتكاملها؛ فجذوة الحب وحدها لا تكفي، بل ينبغي تأكيد وجودها عن فهم الشريك، والتعبير له عن عمق المشاعر بكل الوسائل كالعاطفة والحنان، الاهتمام بالشريك، والثناء، وإلى غير ذلك من شؤون الحياة، وكثيراً ما نرى علاقات زواج بدأت بعاطفة كبيرة ولكن سريعاً ما انطفأت شعلة المشاعر وغاب الحب عنهما، وهنا تأتي أهمية فهم لغات الحب الخمس للمتزوجين؛ فهي أداة قوية تساعد على تعزيز العلاقة بين الزوجين، وتحسين التواصل بينهما.

أهمية لغات الحب الخمس
تقول أماني رضا: يُعتبر فهم لغات الحب الخمس من أهم الأدوات التي تساعد على تحسين العلاقات العاطفية، وتعزيز التواصل بين الشريكين، فعندما نفهم لغة الحب لدى الشريك، يمكننا أن نعبِّر عن احترامنا وعاطفتنا إليه بشكل أكثر فاعلية، ولكل شخص طريقة، ولغة مختلفة للتعبير عن حبه واستقباله لها، وعادة ما تكون الطريقة التي نتلقى بها الحب هي الطريقة التي نعبر بها عن الحب بشكل طبيعي، ولكن إذا لم يكن من نحبه يستقبل الحب بطريقتنا نفسها؛ فيمكنه أن يشعر بأنه غير محبوب ولا مرغوب فيه، ولغات الحب الخمس هي طرق يتلقى بها الشريك الحب ويعبِّر بها عنه في العلاقة، فمعرفة لغة الحب لشريكك وإخباره بلغتك يمكن أن يساعدك على الشعور بالحب والتقدير.

أهمية معرفة لغة الحب لشريكك
معرفة لغة الحب لشريكك وإخباره بلغتك؛ هي طريقة لمساعدتك على الشعور بالحب والتقدير له، وتتضح الأهمية كالآتي:
تقوية العلاقة العاطفية
فعندما يشعر الشريك بأنك تتحدث لغة الحب يفهمها هو؛ سيصبح أكثر وضوحاً لك، وسوف يشعر بالقرب منك والتواصل سيكون ناجحاً وفعَّالاً؛ ما يؤدي إلى تعزيز العلاقة بينكما.

تقليل الخلافات
عندما يدرك أحد طرفي العلاقة لغة الحب الخاصة بالشريك، فبالتأكيد هذا سيقلل المشاحنات والخلافات وأي مشاكل تنشأ لعدم الفهم الصحيح للاحتياجات العاطفية للشريك.

الشعور بالأمان والراحة
عندما يشعر الشريك بالحب من خلال لغة الحب الخاصة به، فإنه يشعر بالراحة العاطفية والأمان في العلاقة؛ ما يعزز الاستقرار والسعادة في العلاقة العاطفية.

يحسن الاتصال بين الزوجين
تتيح لك الفرص معرفة لغة الحب لشريكك، وتلبية احتياجاته حتى قبل التعبير عنها، فمعرفة أفضل طريقة للوصول إلى الشريك والتحدث بلغته، سيؤدي هذا التبادل إلى تنمية علاقتك به على مستويات أعمق.

التخلص من سوء التواصل
لمعرف لغة حب شريك فائدة كبيرة؛ فهي من أهم أسباب نجاح التواصل الفعَّال معه، فإذا كنت تحاول التعبير عن حبك بلغة حب لا يعلمها شريكك؛ فبالتأكيد سينشأ بينكما سوء تواصل وسوء فهم.

لغات الحب الخمس للمتزوجين
لغة الهدايا
الهدايا هي تعبير مادي عن الحب، فهناك أشخاص تكون لغة الحب الخاصة بهم هي تقديم الهدايا، ويقدرون من يتذكر تفاصيل بسيطة عنهم، وقد تكون الهدية ذات قيمة مادية قليلة لكن قيمتها المعنوية كبيرة جداً؛ فهي لها مدلول عميق ومعنوي في نفس الشريك، كأنك تخبره أنك مهتم وأنه دائماً في ذاكرتك.

لغة الكلام
بعض الأزواج تكون لغة الحب لديهم هي الكلمات الرومانسية والتشجيعية، كلمات المديح، والثناء؛ فهم بحاجة دائمة إلى الثناء اللفظي، وتكون لغتهم المحببة ويقدرون الاعترافات اللفظية بالحب، والثناء المستمر على الشكل والمظهر، أو على التغيرات التي تطرأ على حياة الشريك الآخر، والكلمات الإيجابية والمشجعة تجعلهم يزدهرون، والشريك الذي يحب التواصل بالكلمات، يحتاج دائماً أن يسمع من شريكه كلمات تحفزه وتطمئنه وتدعمه مثل الكلمات الدالة عن الاعتذار "أنا أسف" أو "أنا أحترمك وأقدرك"؛ فكلها تعبيرات سوف تشعره بالأمان والطمأنينة.

لغة التلامس
كل إنسان يحتاج إلي لمسات حانية من شريكه الآخر، وحركات عطوفة وطبطبة على الكتف، أو تشابك الأيدي أو الاحتضان والعناق لشريكه؛ فجميعها طرق توضح حجم المشاعر العميقة والكامنة في نفس الشريك تجاه شريكه، فالتلامس هو إحدى لغات الحب الخمس التي يستخدمها الأزواج للتواصل والتعبير عن مشاعرهم العميقة وتعزيز الاستقرار العاطفي.

لغة الأفعال أو تقديم الخدمات
تُعتبر هذه اللغة من أكثر اللغات انتشاراً بين الأزواج؛ فالأفعال تأثيرها أقوى من الكلمات في قلوب وأعماق الأشخاص، فأصحاب هذه اللغة يقدرون من يقف بجانبهم، ويدعمهم في أمور حياتهم، ويساعدهم في إنجاز المهام الصعبة، ويخفف عنهم من أعباء الحياة، فيفسرون المساعدة على أنها علامة على محبة الآخر له، ومثال لذلك، عندما يقوم أحد الزوجين بالأعمال المنزلية، يفسر الطرف الآخر هذا المجهوده على أنها محبة وإحساس عميق؛ فهو يبذل قصارى جهده من أجله لجعل حياته في ارتياح وأسهل، ويقدم له الدعم لكي يسعده، فتشعر الزوجة التي تتحدث بلغة الحب بأنها محبوبة عندما يقوم زوجها بمهام في المنزل.

لغة الوقت
الوقت الجيد يرتبط دائماً بالمحادثة القوية الهادفة، لدى الأزواج الذين لديهم لغة الحب الأساسية؛ فهي تخلق لديهم ارتباطاً عاطفياً عميقاً يكون منطقهم، فإذا كان شريكي يهتم بي ويقضي كل هذا الوقت معي؛ فهو يحبني حقاً، وأفضل طريقة لتوصيل الحب إلى شخص لغته الأساسية الوقت الممتع هي إزالة المشتتات مثل الهواتف المحمولة والتلفزيون والإنصات إلى ما يقوله باهتمام؛ فدائماً التجارب المشتركة بين الزوجين، والتحدث عن الأشياء المهمة تملأ خزان حب الشخص الذي يحتاج إلى الوقت القيِّم.