وقوله تعالى ﴿ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا ﴾ [سبأ: 34]؛ أي أُولو التُرفةِ وأراد رؤساءها وقادةَ الشرِّ فيها.
والتُرفَةُ بالضم، الطعام الطيب، وكل طُرفَةٍ تُرفَةٌ.
وأترف الرجلَ: أعطاهُ شَهوَتَهُ.
وجاء في القاموس المحيط:
(التُرفَةُ، بالضم، النِّعمَةُ، والطعامُ الطَّيِّبُ، وكفرحَ: تَنَعَّمَ. وأترفته النِّعمَةُ: أطغته، أو نَعَّمَتهُ، كتَرَّفَتهُ تَتريفاً و- فلانٌ: أصرَّ على البَغي. والمُترَفُ، كمُكرَم: المَتروكُ يَصنَعُ ما يَشاءُ لا يُمنَعُ، والمُتَنَعِّمُ لايُمنَعُ من تَنَعُّمِهِ، والجَبَّارُ. وتَتَرَّفَ: تَنَعَّمَ واستَترَفَ: تَغَترَفَ وطَغَى) أهـ.
وفي القاموس: (النَّعيمُ والنُّعمَى بالضَّمِ: الخَفضُ، والدَّعَةُ، والمَالُ).
ونلاحظ في معاني الترف ما يلي:
أن الترف: هو التنعم.
والمترف: هو الذي أبطرته النعمة وسعة العيش وهو المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع وهو أيضاً الجبار، وهو المتوسع في ملاذ الدنيا وشهواتها.
وأترفته النعمة: يعني أطغته.
واستترف: تغترف وطغى.
وقد جاء فيما سبق معنى واحدًا مشتركاً وهو (أترفته النعمة بمعنى أطغته).
فالترف إذاً هو التنعم والتوسع في العيش والشهوات. حتى يصل الأمر بالإنسان إلى البغي والطغيان بل ربما إلى التجبر كما جاء في القاموس المحيط.[1]
وهذا المعنى الذي تدل عليه اللفظة في اللغة هو عين المعنى الشائع بين الناس اليوم حيث يوصف المترف بأنه متنعم قد أعطى نفسه هواها واتبع شهواته وهو غني قد جعله غناه يتجبر فيبغي على الآخرين ويطغى عليهم.