يحدثنا الشيخ خالد القط،
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف،
عن شخصية جعفر بن أبى طالب:
لم يكن مجرد صحابى جليل،
أو واحد من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والمقربين إلى قلبه فقط،
بل كان رضى الله عنه أكثر الناس
شبهًا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،
سواء فى الأخلاق أو الهيئة.
نعم، إنه الشهيد الطيار،
وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
جعفر بن أبى طالب.
نشأته:
فى بيت أبى طالب،
عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وُلد ونشأ بطلنا اليوم فى نفس
البيت الذى تربى فيه الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد
وفاة جده عبد المطلب. تربى ونشأ
على القيم والأخلاق والمثل العليا،
لدرجة أنه رضى الله عنه كان يحب المساكين،
ويحسن إليهم، حتى كناه ابن عمه
رسول الله صلى الله عليه
وسلم بأبى المساكين، .
إسلامه:
بزغ نور الإسلام،
وسطع نور النبى صلى الله عليه وسلم،
فلم يمض إلا وقت يسير حتى اعتنق
جعفر الإسلام،
وأصبح من السابقين إليه.
هجرته إلى الحبشة:
هاجر فى السنة الخامسة
من البعثة مع الدفعة الثانية التى
هاجرت إلى الحبشة، وكان جعفر
على رأس المهاجرين، وقد صحبته
فى رحلته هذه زوجته الوفية
أسماء بنت عُميس.
وظل جعفر فى أرض الحبشة
حتى العام السابع من هجرته
صلى الله عليه وسلم،
وهنا لا يعود جعفر من هجرته
إلى الحبشة إلى مكة،
وإنما يقدم على المدينة المنورة
ليلتقى حبيبه ابن عمه
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
غيرته وحرصه على آل البيت:
تجلى هذا واضحًا فى ابنة حمزة بن
عبدالمطلب ابنة عمه لما كانت فى مكة،
وكان جعفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى عمرة القضاء، ولحقتهم ابنة
حمزة تريد أن تعود معهم إلى المدينة.
وهنا كان جعفر واحدًا من الثلاثة
الذين يريدون كفالة هذه اليتيمة،
ففى الصحيحين من حديث طويل
للبراء بن عازب، مما جاء فيه:
«فخرج النبى ، فتبعتهم ابنة حمزة:
يا عم، يا عم، فتناولها على بن أبى طالب
رضى الله عنه، فأخذ بيدها،
وقال لفاطمة عليها السلام:
دونك ابنة عمك، حملتها، فاختصم
فيها على وزيد وجعفر؛
فقال علي: أنا أحق بها، وهى ابنة عمي،
وقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها تحتي،
وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها النبى لخالتها،
وقال: الخالة بمنزلة الأم،
وقال لعلي: أنت منى وأنا منك،
وقال لجعفر: أشبهت خَلْقى وخُلُقي،
وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا».
استشهاده:
فى غزوة مؤتة نال جعفر الشهادة،
بعدما قُطعت يداه وهو يحمل
راية الإسلام مدافعًا عنها حتى
لقى الشهادة رضى الله عنه،
وقد بين النبى صلى الله عليه وسلم
أن الله سيجعل له جناحين يطير
بهما فى الجنة عوضًا له عن ذراعيه
اللذين فقدهما فى الدنيا.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـــان كريـــم
الدكتــور على حسـن