ما زلتُ أكتب لكِ
يا لخيبة الأمل التي تسكنني
كأنني أعيش في متاهة من الأحلام
أحلام كانت كبيرة كجبال
لكنها تلاشت كسراب في صحراء واسعة
كنتُ أراكِ في كل زاوية من قلبي
تتراقصين تغنين كأنثى الثلج كنتي قمر كل أمسياتي
لكن ظلال الخذلان كانت تلاحقني
كأنها ظلي الذي لا يفارقني
يا سيدتي
أذكر ذلك اليوم
حين انزلقت من خيالي
من هاجسي
من لهفتي؟
من نبضي
من أوطان أفكاري
كطفلة تبحث عن والدها
تنادي (بابا)
في صمت الليل
كنتُ أتحاشى أن أدوس طرف ظلك
لئلا أوجعك دون قصد
لكنني كنتُ أجهل أنني
أدوس قلبي بقسوة
وأنتِ بشاحنة الخذلان،
دهستينا معا دون رحمة
دائماً كنت
أثقب قلبي لكِ
لأجعل منه مصدراً للضوء
لئلا تخيفك العتمة
لكنني كنتُ أقاتل طواحين الهواء
أحارب خوفاً من فقدانك
كأنكِ وطن
أو حلم لا ينتهي
نعم كنت أقاتل
ليتحرر آخر نبض بك لي
فقد أرهقني الانتظار
وأنا أراقب سكاكينك
تعود فأكرمها
من سعة صدري
كأنني أستقبل الجراح
كالهدايا
دائماً يا سيدتي
كنت أحاول أن أستجمع شتات نفسي
لكنني أجدني أعود إلى نفس الوجع إلا الضياع نفسه لا أجدك
أدور حول نفسي كعصفور في زجاجة
ابحث عن نافذة أخرج منها دون جدوة
أحد الأبواب كلهم مغلقة.
بربك
أين أنتِ الآن؟
أين تلك الأحلام التي كانت تجمعنا؟
أم أنني كنتُ أعيش في وهم
بينما كنتِ تبتعدين كغيمة
ترحل في سماء واسعة؟
ها أنا يا سيدتي
ما زلتُ أكتب لكِ
أخط لكِ رسائل من
الألم
والحزن والوجع والشوق والحنين
علّها تصل إليكِ
أو ربما تكون مجرد كلمات
تتلاشى في الهواء
كأحلامي التي تلاشت بعدك
نهم يا لخيبة الأمل
يا لوجع القلب
لكني سأظل أكتبك
حتى تنتهي الكلمات،
أو حتى أجدكِ في مكان ما
بين سطور الحياة
وفي كل مكان
ذنب كاتب
|