جلستْ على حافةِ الرصيف
تُمسكُ بباقةٍ من الورد
تراقبُ المارَّة بعينين تغزلان من كلّ خطوةِ
غريب حكايةً قديمة
تحتضن الزهور كأنّها آخر ما تبقّى
من الأمل في يديها
تستنشق عطرها فينتشي قلبها بذاكرة لزمنٍ جميل
مرت سنواتها بين الوعود وكلمات لم توفَ
لكن الأمل في صدرها باقٍ لا يعترف بقسوة الوقت
ترقب من بعيد ظلًّا مألوفًا
وصوتًا طالما رنَّ في ساعات سكونها
تغلق عينيها وتترك لحلمها أن يكتب الواقع بلون جديد
نسمة المساء تداعب خصلات شعرها
تتناثر بعض بتلات الورد على الإسفلت
فتبتسم بحنان وكأنها تودّع شيئًا لطالما تمنى البقاء
تمر ذكرى ذات يوم كانت تملأ المكان ضحكةٌ وقلبان…
مرت الأعوام وكبر الانتظار في قلبها
لكنّ في الأصابع رعشة
ما زالت تحلم بلقاء غير مؤجل
يسألها طفل عابر
ألمن تنتظرين يا سيدتي؟"
ترد ببسمة خافتة
أنتظر دهشة الحياة !! حين تهدي القلب وردة
تمضي خطوات الطفل مسرعة
وتبقى هي تغازل أمنياتها
تتذكر رسائل كانت تعدها وهاتفًا لم يرن ؟
تتأمل السماء وتشكرها على لحظة دافئة في برد المكان
هي لا تعرف إن كان من تترقبه سيعود ؟
لكنه في كل مساء
يزهر في قلبها ما يكفي من الحب
لتزهر الرصيف وتضحك العيون
تنهض أخيرًا وتضع وردةً في حجارة الطريق
كأنها توقظ بعطرها مدينة بأكملها
وتهمس لنفسها
ما دام في القلب انتظار
ستظل الحياة تبتسم