المدينةِ الخرساء
الليلُ يسحبُ أذيالَه فوقَ المدينةِ الخرساء
وأنا أتوارى خلفَ ستارِ الظنونِ..
أحملُ قلباً مثقلاً بأحلامٍ ميتةٍ
وذاكرةً ملأى بشظايا وجوهٍ لم تعدْ تعرفني.
حبيبتي.
أتسمعينَ صدى أنفاسي في العتمة ؟
ف انا كلما أغمضتُ عينيّ أراكِ كخيالٍ مرسومٍ على جدرانِ الزمنِ البائد..
هل أنتِ الحقيقةُ !
أم مجرّدُ سرابٍ آخرَ من سراباتِ هذا الصحراءِ القاسية ؟
بربك أينَ المفرُّ ؟
الطرقاتُ هنا متشابكةٌ كأمعاءِ وحشٍ غريب.
وكلُّ بابٍ يقودُ إلى متاهةٍ جديدة.
حتى النجومُ تخونُنا..
تختفي حينَ نرفعُ أعيننا نحوها طلباً للدليل
ياحبيبتي !
أكتبُ اسمكِ على زجاجِ النافذةِ البارد..
يمتلئُ بالضبابِ ثم يختفي..
كأنّكِ مجرّدُ كذبةٍ جميلةٍ اخترعها قلبي ليبقى حياً.
ربما..
في مكانٍ ما..
وراءَ كلّ هذهِ الغيومِ السوداء..
ثمّةَ شمسٌ تنتظرُنا..
أو ربما
نبقى نحنُ الضائعينَ في دهاليزِ هذا الوجود..
مجردَ أصداءٍ تائهةٍ في صمتِ الكونِ الأعظم.
لكنّي سأظلُّ أمشي..
حاملاً هذا العشقَ كشمعةٍ مطفأةٍ في قبضةِ يدي..
مستمعاً لصوتِ الظلامِ وهو يهمسُ بأسماءٍ نسيناها منذُ زمن..
مترقباً اللحظةَ التي ستنكسرُ فيها القيودُ
ويولدُ النورُ من بين شفتيْ الليلِ المطبقتين.
فهل من خلاصٍ بعدُ؟
أم أننا جميعاً..
مجردُ سجناءٍ في عالمٍ كتبَ نهايتهُ قبلَ أن نبدأ؟
منقول
|